سودان اليوم_مقالات
اتفاقية جوبا لسلام السودان ودورها في دعم الانتقال
✍د.ضيو مطوك
التحمت فعاليات ورشة تقييم تنفيذ اتفاقية جوبا لسلام السودان بمدينة جوبا في الفترة من ١٣ الي ١٨ فبراير بحضور الأطراف التي وقعت علي الاتفاقية في أكتوبر ٢٠٢٠ بوجود الضامنين والشهود من دول الاقليم والمجمتع الدولي.
الهدف من الورشة هو تحديث المصفوفات المنفذة للاتفاقية والوقوف علي التحديات التي واجهتها وتذليل هذه العقبات بحيث جاء عدم توفر المال لتمويل الأنشطة في مقدمة المعوقات يليه الانقسامات و الاستقطاب السياسي الحاد بين مكونات المجتمع السوداني والعوامل الأخري مثل الحملة الجارية ضد الاتفاقية بغرض التشويه واعتبارها آلية للمحاصصة. هذه النظرة الخاطئة للاتفاقية تنفرد بها فئة لم تطلع او اطلعت علي الاتفاقية وعمدت إلى التشوهه بقصد.
الانقسام طال ايضا الحركات الموقعة علي السلام مما جعل اجماعهم علي كثير من القضايا التي تحتاج لروح وليس نص الاتفاق أمرا صعبا للغاية كل هذه القضايا خاطبتها الورشة و أفردت وقتا ثمينا لاجراء المصالحات بين المكونات الموقعة علي الاتفاقية لضمان تجانس المواقف واتخاذ القرارات بالتوافق وليس بالاغلبية التي ربما تكفل تمرير مصالح بعض المجموعات دون الاخري.
ومن اصعب التحديات التي واجهت تنفيذ الاتفاقية في نظرة الورشة هي التشرذم والانقسام وسط الشارع السياسي السوداني بين مكونات الثورة ويعتبر هذا الانقسام مهددا حقيقيا وسيفضي الى انهيار الدولة السودانية. ثورة ديسيمبر المجيدة صنفت تحقيق السلام والاستقرار كاولوية قصوى لضمان الانتقال المدني في البلاد وهو حقيقة لا ينكرها الا مكابر لانه لا يمكن اجراء انتخابات حرة نزيهة دون القضاء علي مظاهر التجييش وانتشار السلاح الناري في ايدي المواطنيين. ايضا لا يمكن الانتقال وجزء من البلاد ينزف وينغمس في الحروب ونتحدث عن الانتقال الديمقراطي فالتواصل مع القائدين عبدالعزيز ادم الحلو وعبد الواحد محمد نور ضرورة قصوى ويحتاجه الاسراع في تشكيل الحكومة المدنية في السودان.
جنوب السودان ليس له مصلحة ذاتية سواء تلك التي يمليها التاريخ والجغرافيا والعلاقات المتداخلة عبر القرون خاصة تلك التمازجات علي الشريط الحدودي بين البلدين وهو ما ظل تؤكده القيادة في البلدين واي حديث عن استبعاد جنوب السودان عن المسرح السياسي السوداني او العكس تكذبه الافعال ونجاح هذه الورشة قطع قول كل خطيب