سودان اليوم_ مقالات
د.ضيو مطوك يكتب:
منكم نتعلم يا شلو (الشلك)
شهدنا عرضا رائعا لقبيلة الشلك في ضريح الراحل جون قرنق يوم السبت قبل الماضي وهو استعراض جماعي لأفراد القبيلة المتواجدين بمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان وقد خرجت القبيلة برمتها وأثبتت أن الشلك تتصدر قائمة القبائل التي مازالت تتمتع بموروثات وعادات وتقاليد ضاربة امتدت لقرون من الزمان.
لا يمكنا أن نتخيل الوضع إذا كان هذا التكريم لسيادة الرئيس سلفا كير ميارديت وحرمه الفضلى ميري أيان ميارديت أجري بمدينة كدوك عاصمة المملكة طالما تم إخراجه بهذه الصورة الرائعة من التنظيم والإخراج وهم خارج مملكتهم.
عرفنا أيضا بأن زي الشلك (لاوا) يزداد جمالا عندما يقام العرض الجماعي وخاصة عند السيدات اللائي تزين بملابسهن ذات الألوان الزاهية التي شهدناها ويقال بإنها تمثل بطون القبيلة أو مناطقهم المختلفة داخل المملكة. زميلي الوزير أونوتي أديقو الذي كان يجلس بجواري في المناسبة عندما وصل أفراد منطقته إلي المنصة الرئيسية خرج وانضم لهم لمشاركتهم في الاستعراض وكذلك قام الحاكم السابق لأعالي النيل بضوق أجانق الذي ينحدر من سلالة العائلة المالكة في مملكة الشلك.
هذا التكريم أثبت بأن رث (ملك) الشلك الحالي كونق داك فديت له سلطة قوية ويتمتع بالاحترام وسط رعيته سواء كانوا داخل أو خارج الممكلة وثبت ذلك من أسلوب أفراد القبيلة في التعامل مع التكريم الذي جاء في ظروف مغايرة تماما يتنظم فيه بعض الشخصيات من أفراد القبيلة المعارضين ضد الحكومة.
شهدنا أيضا تضامنا كبيرا مع الملك كونق داك فديت في مساعيه لإجراء مصالحات مع الحكومة والعودة بالقبيلة إلي حضن الحركة الشعبية الحزب الحاكم بجنوب السودان وتتجسد هذه المساعي في التزام أفراد القبيلة بقرارات ومراسم تتويج الرئيس وحرمه بطقوس نياكانق الإلهي و الأب الروحي لقبيلة الشلك.
سمعنا مرارا وتكرارا من مقدم البرنامج السيدة ربيكا جيشو اوكواشي الوزيرة السابق للطرق والجسور ورئيسة الكتلة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية لتحرير السودان من خلال تقديمها حفل التكريم وهي تناشد السيد الرئيس بغرض توظيف هذا المنشط وترجمته إلي برنامج سياسي يسفيد منه الحزب الحاكم ويتفق معها كثير من الناس بأن هذا التكريم ليس فقط مدخل لتغليب الموازين السياسية ولكن يساعد علي إسراع وتيرة السلام الاجتماعي بين مكونات قبائل أعالي النيل الكبري خاصة ملكال التي شهدت انهيار النسيج الاجتماعي في الآونة الاخيرة.
سمعنا أيضا حديثا طيبا للرث كونق داك فديت وهو يطمئن السيد رئيس الجمهورية باستمرار في مواقفه الداعمه له حتي موعد الانتخابات مما يقوي جهد قيادات الحزب الحاكم في المنطقة ويحثهم على ضرورة الاضلاع بدور أكبر في بث الأمن والاستقرار وتسريع العودة الطوعية لأفراد هذه القبيلة العريقة إلي ديارهم.
لم نسمع حتي الآن أصوات تخالف ما ذهب إليه الرث من مساندة الرئيس بما في ذلك أفراد القبيلة المتواجدين في المعارضة رغم تحفظاتهم على التكريم حتي المقال الذي نسب لدكتور لام أكول وتداول في كثير من الوسائط الإعلامية لم يكن صحيحا حيث أن صاحب هذا المقال كما عرفت فيما بعد يدعى توفيق موسي تونقو مقيم بالمملكة المتحدة ولا ينتمي لقبيلة الشلك.
شهدنا أيضا عبر الوسائط المختلفة التزام أفراد القبيلة بزي لاوا صبيحة تكريم الرئيس بطقوس نياكانق حتي الذين لم يحضروا الي ضريح الراحل جون قرنق مما يدل علي عظمة هذه القبيلة التي نتعلم منها كثيرا.