حكمة السيدة اجونق ديت تشعل التنمية الشاملة في البلاد
بقلم:د.ضيو مطوك
سودان اليوم_مقالات
أجونق ويك لوال هذه الامرأة في عقدها السابع ضربت أروع مثل في حب الأوطان وصارت مثلا يحتذي به الآخرون وأصبحت قدوة ليس لجيلها فحسب لكن للأجيال المتلاحقة بإذن الله
جاءت قصة هذه الامرأة الحكيمة عندما فكر دكتور بنجامين بول ميل رجل الاعمال المشهور وكبير مبعوثي رئيس الجمهورية في استخدام التلال الموجود بمنطقة أريي (اريو) عاصمة مقاطعة أويل الوسطي بولاية شمال بحر الغزال لسفلتة الطرق بجنوب السودان .
الكل يعرف المستوي الذي وصلت إليه المجتمعات المحلية من تجاهل واعتراض علي مشاريع قومية في مناطقهم بدواعي أن الارض ملك للمجتمعات وهي فلسفة ابتكرتها الحركة الشعبية لتحرير السودان أثناء مفاوضات اتفاقية السلام الشاملة بغرض تحرير وحماية ثروات جنوب السودان من قبضة الحكومة المركزية في الخرطوم وهذا الموقف التفاوضي لم يجد السبيل الى اتفاقية السلام الشاملة ولا حتي سياسيات الحكومة المركزية في الخرطوم والحكومة الإقليمية في جوبا لكن مازلت المجتمعات تتمسك بهذه الفلسفة دون سند قانوني مما تسبب في إضعاف التنمية وتوصيل الخدمات للمواطنين .
نعود إلي قصة السيدة أجونق ديت التي أبهرتنا بمواقفها الوطنية عندما وقفت شامخة بين رجال ونساء المنطقة متحدية الكل في مسلكهم الرافض للسماح لدكتور بنجامين باستخدام تلال اريي في سفلتة الطرق بجنوب السودان ووقفت في اجتماع لمجتمع اريبي تمت الدعوة له بغرض التشاور فيما يمكن ان يكون موقفه بخصوص استخدام التلال في سفلتة الطرق وكان موقف أغلب الرجال هو الرفض لكن السيدة اجونقديت اغتنمت الفرصة وسالت الحضور سوالا كان مفصليا لصالح استخدام التلال وهو ” من فيكم يوما ما اشترت له هذه التلال لباسا علما بانها متواجدة في هذا المكان لأكثر من ١٧٠٠ عاما ؟ ” وواصلت، اذا كانت هذه التلال ستغير حياة الناس فلابد من استخدامها اليوم وليس غدا وعندما جلست زغرد الناس ولاذ الجميع بالتصفيق لها وانتهى الاجتماع لصالح تشيد الطرق
نسبة لهذا الكلام القوي ستشهد بلادنا طفرة تنموية وخاصة في قطاع الطرق ولذلك اقترح للسيد الرئيس وأيضا وزير الطرق والجسور بان يتم تسمية طريق اريي (اريو) أويل باسم هذه السيدة أو يتم تسمية أحد المدراس التي تبرع بها السيد الرئيس للمجتمع باسمها وهذا ربما ينطبق على كل مناضلي بلادنا الذين قدموا أروحهم وأفكارهم في سبيل إعلاء جنوب السودان.