حرب ١٥أبريل السودانية رغم شناعتها إلاَّ أنها أسقطت ورقة التوت التي ظل يتدثر بها الكثيرين أمام المجتمع السوداني.
ياسر عرمان الذي ظل خنجراً مسموماً في خاصرة النضال السوداني ساهم كثيراً في تفتيت جزوة النضال السوداني الموحد ضد سياسة المركز الباطشة ،وإحدث خدوش مؤلمة يصعب إلتئامها قريباً،مازال عرمان يمارس الدور الموكل إليه بدقة فائقه ،فهو تارة يغازل جيش عصابة البُرهان صراحة ،وتارة أخرى يعيق كافة التحركات الوطنية الشُجاعة التي تصدر عن القادة الوطنيين المُهتمين بشأن السودان وإنسانه.
ليست عرمان وحده من يُعيق التقدم الوطني السودان ،هُناك كُثر تم تفريخهم خلال العهود الماضية،فمنهم من أعلن الوقوف بجانب عصابة بورتسودان وروؤس شيطانها أمثال المدعو”مبارك الفاضل”،الذي ولغ في ماعون الكِذب والتلفيق وكُتب في صحائف الشعب السودان بإسم《ود المصرية الكذاب》،فهو أول من ساهم في نشر إكذوبة مقتل قائد قوات الدعم السريع في الإعلام المرئي والمسموع،ظنا منهم بأن خبر موت القائد “حميدتي” قد يساعدهم في تخفيف الهزائم المتتالية التي أصابت مرتزقة جيشهم المعطوب ،وقائده الذي سجل هروب من ساحة المعركة في الساعات الأولى التي شنو فيها حربهم القذرة ضد قوات الدعم السريع،ولكن خاب فالهم وتوالت هزائمهم فظهر مبارك الفاضل مكسور الخاطر أمام مُذيع قناة الجزيرة ليعترف بإسباب كِذبه مبرراً بواهن القول الذي جعل منه إضحكوة أمام الرأي العام.
مبارك الفاضل الذي إنطبق عليه المثل الشهير”الإختشوا ماتوا”،ما زال يعافر ويدافر وسط زحمة الأحداث السودانية ظَّناً منه بأن في مقدوره جمع خيوط اللُعبة التي سقطت من أيديهم كنخب مركزية أدمنت حياكة المؤامرات والدسائس بين الشعب السوداني خدمة لأجندهم وحِفاظاً على مصالحهم وإمتيازاتهم في السودان الذي جعلوه حاكورة إقطاعية يأمرون فيها وينهون.
عرمان ومبارك الفاضل ليست وحدهما من يمثلون النموذج المصلحجي السيئ في السودان ،فهناك ثالثهما المدعو :(الواثق البرير)الثعلب المكار الذي يذهب وسط القوى السياسية ناصحاً بالنهار بينما يرهول ليلاً نحو البرهان ومن معه من رؤوس الشيطان في بورسودان،ليقول لهم :هأنا معكم فلا تظنون أني مع إولئك!بل أنا هُناك خِدمة لكم وسأحاول بقُصارة جُهدي إحكام السيطرة وسط القوى السياسية المناهضة للحرب ،وتكسير مجاديف عبورها نحو تأسيس واقع قد يعيق مصالحنا ومصالحكم يا عصابة بورتسودان،لكنه باء بالفشل وفقد إمكانية السيطرة على حصان القوى السياسية الجامح الذي يسير بخطوات ثابته نحو تأسيس واقع سوداني جديد لا مكان للنتهازيين فيه.
هؤلاء الثُلاثي المشؤوم داخل القوى السياسية السودانية ،لديهم أفرع ومطبلاتية أُخر ،منهم من هو ظاهر للعيان أمثال خالد سِلك ومن معه ومنهم من يعمل في الخفاء من أجل إرضاء أسياده في بورتسودان،بالسعي الدؤوب نحو لوي عُنق الحقائق في المشهد السوداني.
ليست لدينا إعتراض على إنتماءات وإنحياز أي فرد من أفراد القوى السياسية لأي من جِهات الصراع السوداني ،أو إتخاذه موقف الحياد ،فقد تمايزت الصفوف وظهرت نوايا الجميع ،وسقطت أوراق التوت عن كُل من إدعى القومية كِذباً و فهلوة وتزحلق سياسي من أجل الوصول إلى مبتغاه.
هُناك خطوات تؤطر للإنقسام والإنفصال في السودان بصورة واضحة إتخذتها عصابة بورتسودان السارقة لإسم الجيش السوداني ومستغلة دواويين الحكومة السودانية،تمثلت في الآتي:
{1}سن قانون الوجوه الغريبة وأصدار أحكام قانونية تعسفية ضد بعض الأفراد السودانيين بحجة التعاون مع قوات الدعم السريع دون إجراءات قانونية سليمة وإعطاء المتهم حق الدفاع،بالإضافة إلى إطلاق أيادي دواعش الإسلامويين وإستخباراتهم وجهاز أمنهم،لقتل المواطنيين وتعذيبهم وبقر بطونهم واخراج أحشاءهم وقطع رؤوسهم والتمثيل بجثثهم على أساس جهوي إثني.
{2}قصف الطيران المُمنهج على السُكان بحجة أنهم حواضن لقوات الدعم السريع،وتدمير كافة المرافق الحيوية للدولة عمداً ،وحرمان مناطق معينة من وصول الإغاثة وتوفر الخدمات.
{3}منع بعض المواطنيين من إستخراج الأوراق الثِبوتيه ،وإيجاد خدمات نوعية تتحلق بحق الحياة والعيش الكريم.
{4}طباعة عملة سودانية جديدة دون رصيد ،ومنح فرص التعامل بها في ولايات محددة لم تتجاوز ال “٧”ولايات دون الولايات الأخرى.
{5}الإصرار على إكمال العملية التعليمية في ظل ظروف الحرب وإتاحة فرصة الجلوس لإمتحان الشهادة الثانويه في الولايات الواقعة في أيادي عصابة بورتسودان،وإعتقال بعض الطُلاب في تلك المناطق بتهمة التعاون مع الدعم السريع وإصدار قوانيين ضدهم لا تحترم السِن القاصر للطالب المعني ولا لحالة أسرته وظروفها.
ماسردته يُعتبر غيض من فيض الإنتهاكات التي ترتكبها عناصر عصابة بورتسودان في حق الشعب السوداني ،بينما تحاول بعض النُخب السياسية السودانية مساندة هؤلاء العصابة وتشكيل مظلة سياسية لأفعالهم التي تخالف القانون الدولي والإنساني.
قد يتوجس العديد من خطوة المناداه بتشكيل حكومة من أجل إنقاذ الوضع الشائك في السودان ،ولكن من المنظور المنطقي للأشياء ،بات هناك من الضرورة إنشاء حكومة أمر واقع سودانية ،يمكن أن تتخذ الخرطوم مقراً لها -“عِلما بأن الخرطوم ما زالت أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة قوات الدعم السريع ،والشق المتبقي في أيادي عصابة بورتسودان”-هذة الحكومة يجب أن يتوافق عليها جميع القوى السياسية المناهضة للحرب ،بالإضافة لمجموعة سلام جوبا التي ما زالت ملتزمه بالحياد،وقوى الكفاح الثوري المتمثل في حركتي عبدالعزيز الحلو و عبدالواحد نور.
هذة الحكومة يمكن أن تستمد شرعيتها من شرعية الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني الذي اُنقلب عليه في ٢٥إكتوبر،ويجوز لهذة الحكومة سحب البساط من عصابة بورتسودان وإعادة مسار الدولة السودانية ،وتصحيح الأخطاء المُرتكبة من قبل رؤوس الشيطان في بورتسودان ضد الشعب السوداني،وإلاِّ فإن من حق قيادات الدعم السريع إعلان حكومة رسمية في مناطق سيطرتها من أجل حماية المواطنيين هناك ،ليدخل السودان في نفق التقسيم كما شاهدنا ذلك في ليبيا.
ولنا عودة بإذن الله.
فاطمة لقاوة
الثلاثاء،١٧ديسمبر/٢٠٢٤م