ليس بالصدفة ان تكون معظم الأحزاب السياسية والطوائف الدينية والقوات المسلحة تتسيدها نخب متوارثة إن لم تكن متصاهرة هذا الأمر يقودنا ان نسلط الضوء على هذه القوى ولا نبعدها ونبرئها من مجريات العواصف المستمرة على البلاد التي القت على المشهد السياسي بظلال سالبة اليوم.
إن حرب أبريل بدأ يتكشف جوهرها وهو إعادة توطين وتكريس السلطة في أيدي نخبة من جهة إقليمية واحدة (الشمالية ) وأستغلت هذه الجهة السلطة بجميع أوجهها في رئيس المجلس السيادي ورئيس مجلس الوزراء وأمير الحركة الإسلامية فليس هذا الأمر محض الصدفة بل مرتب ومدروس ولا يمكن أن يحدث ذلك ويغيب كل أبناء السودان الآخرين عن طريق الصدفة ، ومن المعلوم للجميع أن كامل ادريس ينتمني لقبيلة الدناقلة من شمال السودان ، وما حدث هو الوجه الحقيقي لإختلال ميزان الثروة والسلطة منذ الإستقلال وحتى الآن ، فصار هذا الواقع وما تبعه من ظلم هو الأصل وما عداه ، إستثناءً ، وكل الذين يقاتلون بجانب الجيش ليسوا إلا مجرد بيادق يحرسون أسوار السلطة حتى تتبرع لهم السلطة بفتات الموائد او التكرم لهم بمقعداً في مأدبة السلطة على هامش القرار .
إن الجهوية والعنصرية التي مارستها النخبة النيلية كانت وما زالت منظمة تستأسد بنصيب الأسد ، تستلب من خلالها حقوق الغير وطمس ملامح التنوع السوداني وإختزالهٍ في قبيلة او إثنتان او ثلاث ، إن هذه السيناريوهات الجائرة هي سبب من أسباب حروب الدولة السودانية على مر العقود التي تلت ، وكانت مدخلاً للتهميش وظهور حركات التمرد في البلاد مطالبين بقسمة الثروة والسلطة للجميع دون مفاضلة او تمييز لأحد على آخر .
هذه النخبة التي أشعلت واضرمت نيران الحرب هي ذاتها من افرغت الجيش من قوميته وحولت قيادته إلى حاكورة وشركة قابضة تتحكم وتجهض حقوق السودانيين وتحمي مصالح مجموعات محددة، وعليهم أن يدركوا أنهم ضيعوا جميع الفرص في إدارة الدولة وعليها أن تفسح المجال وتقبل بقيادة الآخرين قبل أن يلتف حبل التغيير على عنقها بمعنى أدق كما أنهم قادوا الآخرين فاللاخرين نفس الطموح والحق في إستحقاق متداول بين الجميع ، وبعد هذه الدماء التي سالت والأرواح التي رحلت والأجسام التي جُرجت والشخوص التي فُقدت لن يكون بمقدور هذه النخبة النيليةأن تُمارس ذات الإستهبال والإستغفال على السودانيين الأحرار الذين عزموا على درب الخلاص والتأسيس.
بلا شك اعتقد أن بعض أبناء الشمال سيئون أعاقوا تقدم السودان ، ولكن بالجانب الآخر أيضاً هناك من هُم أكثر عدالة من الذين تقدموا قيادة البلاد ولكن هؤلاء لم يجدوا الفرصة لتمثيل أهل الشمال وهي طبيعة بشرية أن يكون في كل قبيلة او جغرافية الصالح والطالح ولكن سوء حظ أبناء الشمال أن الذي تقدم من بنيهم هو الطالح وليس الصالح فأصبحوا الفاسدين هم قيادة السودان فأصبح القائد العام للجيش ورئيس مجلس السيادة هو البرهان من الشمال ورئيس مجلس الوزراء هو كامل ادريس من الشمال وعلي كرتي المسيطر على هذا المشهد ومُنفذ حرب أبريل هو من الشمال وهذا على سبيل المثال وليس الحصر ، هناك دور رخيص جداً يلعبهُ مهرجون وأرزقيون من أبناء الهامش في المشتركة وغيرها ولكنهم سيدفعون الثمن مرتين من قبل عند ما تمت إبادة أهلهم ومجتمعاتهم بالسلاح الكيميائي وطيران الجيش وحينها كانوا يطالبون الجنائية بمحاكمة البشير وزمرتهِ وهاهم اليوم يحملون البنادق ويحمون البشير ليس لشيء سوى مصالحهم الضيقة وإنتهازيتهم الفاشية ، والثانية عند ما يقدمون أبنائهم في حرب أبريل كمحاربين لحماية إستحواذ سلطة أبناء الشمال وأبناء الشمال يأتون بإبنهم رئيساً لمجلس الوزراء فالسلطتين الرئيستين في يد أبناء الشمال .
بقلم :-محمود مجدي موسى الجدي
التاريخ :- السبت الموافق 2025/5/31م
دقلو يوجه رسالة إنسانية لأهالي الشمالية: “لا تغادروا منازلكم.. أعداؤنا مرصودون”
سودان اليوم وجّه قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، رسالة لأهالي الولاية الشمالية، داعياً إياهم إلى عدم...