بقلم:فاطمة لقاوة
في خطابٍ مُرتبكٍ، لا يخلو من الارتعاش الجسدي والتعثّر اللفظي، خرج كامل إدريس من ظلال الغياب الطويل ليقفز إلى واجهة المشهد السياسي فوق جماجم الضحايا ومعاناة الملايين.
تعثراته اللغوية لم تكن زِلات لسان عابرة، بل مؤشرات على هشاشة الخِطاب، وزيف النوايا، وسطحية الفهم لما يعيشه السودان من جحيم
يومي.
رجلٌ قضى عقودًا في أروقة المنظمات الدولية، لكنه بالأمس ظهر ضعيفًا، متوترًا، جسده يخونه وكلماته تنقلب عليه،وكأن ظهوره لم يكن سوى محاولة مكشوفة لركوب موجة الخراب، طمعًا في دور سياسي على حساب الدم السوداني.
والأدهى من ذلك، أنه جاء ليجمّل وجه من أشعل الحرب ودمّر المدن وشرد الملايين — (عبد الفتاح البرهان)__الذي تجرأ ووصف الحرب بـ”العبثية”، متنصلًا من نيرانٍ كان هو أول من أشعلها، في سابقة من الوقاحة السياسية لا مثيل لها.
منصة كامل إدريس، إذًا، ليست إلا جزءًا من سيناريو مفضوح: البرهان يحاول التزحلق سياسيًا أمام المجتمع الدولي، وكامل يحاول تلميع مشروع غارق في الدماء.
لكن ما لا يدركانه أن ذاكرة السودانيين لا تُمحى بسهولة، وأن هذه الحرب ليست عبثًا، بل جريمة مكتملة الأركان مع الإصرار ومن يحاولون العبور فوق الأشلاء لن يجدوا سوى لعنات التاريخ ورفض الشعب.
السودان لا يحتاج إلى وجوه ناعمة بقلوب قاسية تدعوا إلى إستمرارية الحرب، ولا إلى منظّرين يسجدون في تمثيليه بايخه أمام الكاميرات،بينما لا يملكون رؤية حقيقية لإنقاذ الوطن الذي يحترق.
ما يحتاجه السودان هو وقفة شرف،
لا صفقة خيانة.
ولنا عودة بإذن الله.
الإثنين،٢يونيو/٢٠٢٥م