الأحد ,يونيو 1 ,2025
السودان اليوم
  • الأخبار
  • الإقتصاد
  • الرياضة
  • المنوعات
  • حوارات/ تقارير
  • مقالات
No Result
View All Result
  • الأخبار
  • الإقتصاد
  • الرياضة
  • المنوعات
  • حوارات/ تقارير
  • مقالات
No Result
View All Result
السودان اليوم

جريمة حرب داخل (بص) !

سبتمبر 17, 2024
0
منعم سليمان

منعم سليمان

منعم سليمان

استنفر الكيزان والفلول نشطائهم في السوشيال ميديا؛ المنقبين منهم والصريحين، لتكثيف الدعوة للنازحين من ولاية الخرطوم جراء الحرب وحثّهم على العودة إلى مدينتهم وأحياءهم، وفقاً لرواية دعائية خيالية تتحدث عن سيطرة الجيش على المدينة وطرد قوات الدعم السريع منها !

ولأن الحرب طالت، تدهورت بالضرورة الأوضاع المادية للنازحين عموماً ، و”الخرطوميين” خاصة، في مدن وولايات النزوح، وتفاقمت أزماتهم النفسية والصحية والمعيشية، ولما ضاقت عليهم أرض السودان بما رحبت استجاب قلة منهم يأساً وحنيناً لخطاب العودة، فكانت حادثة بص الركاب المأساوية (أمس).

يالها من حادثة تفوق الوصف وتعجز اللغة عن ايفاءها حقها، ياللمنظر البشع الذي يجعل القلوب تبلغ الحناجر والدموع تفارق المآقي، فقد قصفت مسيرة مليشياوية “تابعة للجيش” بصاً (سياحياً) على متنه أسر مكونة من رجال ونساء كبار في السن وأطفال يافعين ورُضع، كانت قد نزحت إلى النيل الأبيض مع اندلاع الحرب في الخرطوم، وأخيراً قررت العودة إلى الخرطوم بناءً على تلك (التطمينات الإعلامية) الصادرة من أبواق الفلول، وكذلك تحت ضغط الظروف المعيشية الكارثية التي مرّت بهم في الولايات من ارتفاع أسعار الإيجارات والمعيشة وانعدام الرعاية الصحية الأولية وانتشار الأمراض والأوبئة.

عادة ما يسع البص السياحي نحو (55) شخصاً، وربما أكثر في ظروف الحرب، جميعهم تفحموا وذابوا في صهد حديده الذي انصهر بعد أن تم استهدافه بطائرة مُسيّرة، فلم ينج أحد، احترق البص بل ذاب هيكله الحديدي وانصهر على أجساد الركاب التي تفحمت ثم ذابت في الحديد في أبشع منظر يمكن أن تصادفه في حياتك.

عشرات الأبرياء العُزّل من النساء والأطفال والشيوخ، يستهدفون بمسيرة عمياء، فتتفحم أجسادهم وتُشوى على الهيكل الحديدي الحامي وتتصاعد أدخنة الشواء البشري، بينما يهلل الكيزان ويكبرون فرحين بهذه المقتلة (السوداء)، وبهذا اللحم البشري المشوي المتفحم تحت الحديد !!

كان المواطنون على متن البص يحلمون بالعودة إلى منازلهم في الخرطوم بعد طول فراق، قالوا لهم: عودوا فإن كل شئ على مايرام، ولكنهم ما إن عبروا من ناحية (جبل أولياء) 40 كلم جنوب الخرطوم، حتى رؤوا الجحيم أمامهم، وبين طرفة عين وانتباهتها؛ كانوا عبارة عن كتل لحم متفحمة تذوب في صهد الحديد المصهور، فيما كان الكيزان ومليشياتهم والعسكر الذين يخدمون تحت إمرتهم يحتفلون باسم الله بهذا الشواء البشري باعتباره انتصار كبير على الأعداء والخونة والمرتزقة!

نعم، فالمواطنون هم الأعداء والخونة في عرف (كيزان) الجيش، وكيف لا، وهم من أطاحوهم عن عرشهم ونزعوا عنهم السُلطة التي احتكروها ثلاثين عاماً، لذلك أشعلوا الحرب في 15 أبريل، داخل العاصمة من أجل الانتقام منهم، ثم ذهبوا بها إلى المدن الأخرى لنفس الغرض.

هذا الجيش، وهذه حقيقة مجردة، لم يحقق منذ اندلاع الحرب انتصار يذكر على أرض المعركة، بل ظلت مسيراته (المختطفة) وطيرانه يستهدف المدنيين العُزل، في الخرطوم والجزيرة ونيالا والفاشر والضعين وغيرها من مدن البلاد المأهولة بالسكان.

إن ما حدث بالأمس لبص النازحين العائدين، لهو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان وموثقة، إنها جريمة تفوق الخيال، جريمة مقصودة، لأن التفريق بين الأهداف العسكرية والمدنية وبين السيارات العسكرية والمدنية ليس أمراً صعباً، لكن مسيرات مليشيا (البراء) التي تضرب باسم الجيش هدفها الأول والأخير هو المواطن، إنه عدوها الأول والأخير وخصمها، لا تتورع في استهدافه وترويعه وافناءه وحرقه وتذويبه وصهره في الحديد؛ متى ما وجدت سانحة لذلك.

ولعل المفارقة الغريبة العجيبة إن هذا الاستهداف لركاب البص تزامن مع بدء مسخرة ومضحكة و(مسرقة) ما يسمى بورشة “إعمار ولاية الخرطوم” التي دشنت في بورتسودان، إنها ورشة الموت بامتياز، وهي مصيدة مُحكمة للمواطنين، يضعون الطُعم في مثل هذه الورش الدعائية الفاسدة حتى يظن المواطنين النازحين أن الخرطوم آمنة وإن ما تبقى هو إعمارها وتهيئتها لاستقبال سكانها النازحين، فيجرفهم الحنين إلى الديار إياباً للمساهمة في هذا الإعمار، وهنا يتم اصطيادهم بالمسيرات والدانات عند مداخل المدينة، إنها ورشة السرقة والفساد لقتل المدنيين الأبرياء !

إن مقتلة جبل أولياء، وصمة عار في جبين الإنسانية، ونقطة سوداء وجريمة نكراء تضاف إلى سلسلة الجرائم البشعة التي ظلت ترتكب في حق المدنيين منذ اندلاع الحرب في 15 ابريل 2023 وحتى اللحظة.

ومن هذه المساحة، ندعو المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني المحلي والدولي، وجمعيات حقوق الإنسان وحماية المدنيين، والمبعوث الأمريكي السيد “توم بيريلو”، إلى إدانة هذه الجريمة البشعة، كما جميع الجرائم والانتهاكات -أياً كان مصدرها- التي ترتكب في حق الأبرياء العُزّل من المدنيين.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

Tags: البرهانالسودانحرب السودانمقالات

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخر الاخبار

د. النور حمد
مقالات

د. النور حمد: أوانُ تعديلِ الهرمِ المقلوب

by sudanalyaum_administrator
مايو 31, 2025
0

ما من أمةٍ، عبر التاريخ البشري، إلا ومرَّت بالعديد من الامتحانات القاسية التي تضعها على مفترقٍ للطرق ذي شعبتين. تقود...

فى ندوة مع نخبة من المثقفين الفرنسيين.. عبد الرحيم على يكشف خطة الإخوان للتمكين فى الغرب

فى ندوة مع نخبة من المثقفين الفرنسيين.. عبد الرحيم على يكشف خطة الإخوان للتمكين فى الغرب

مايو 31, 2025
الامارات

الإمارات تتضامن مع نيجيريا وتعزي في ضحايا الفيضانات

مايو 31, 2025
رائحتهم كريهة شيخ سعودي يجب منع العمال من الصلاة في المساجد

رائحتهم كريهة شيخ سعودي يجب منع العمال من الصلاة في المساجد

مايو 31, 2025
ازهري-محمد-أحمد-بلول

من الناجي! ومن الهالك؟

مايو 31, 2025
أ.رشا عوض

‏الجيش المصري في السودان

مايو 31, 2025
  • Main

© 2024 sudanalyaum.com

No Result
View All Result
  • الأخبار
  • الإقتصاد
  • الرياضة
  • المنوعات
  • حوارات/ تقارير

© 2024 sudanalyaum.com