مزكرات أسير حرب – الحلقه 1
تم أسرنا في معركه السوق العربي الخرطوم وسط في مايو 2023 من قبل قوات الدعم السريع وتم ترحيلي لبناية في الرياض الخرطوم وادخالنا بيدروم ومعي كمية كبيرة من الاسري للوهلة الاولي وانا ضابط شرطة ومتمرس في التعامل مع المجتمع وفق شروط علم النفس السلوكي بدأت قراءه نفسية الحراس وكان الوضع عصيب والمعتقل مليء بعسكريين وافراد بزي مدني واصوات الانفجارات لم تتوقف والضجيج سيد الموقف والكل مرتعب وخائف في بداية الامر تقدم لنا وجبه او وجبتين حسب العمل العسكري فافراد الحراسات يبدو انهم يشاركون في القتال وياتون للمبيت لا تواصل بيننا ولا تحري ولا صلة ، قررت الدخول شمال في احدهم وانا ارسم خطتي بدقه فوجدت احدهم يدخن سيجارة فقلت ليهو جيب نفس يا ودابوك
كان رده سريعا تدخن سيجارة
قلتا ليهو ايوا ، اعطاني سيجارة ولم اكن ادخن حينها لكن قررت التدخين ومنها اصبح يعطيني سيجارة مساء وليل وفجاءه اتي هو ومعه اخر طالبين تلاته لمساعدتهم في المطبخ ووقع الاختيار عليي من قبل صاحب السيجارة وكانت البداية .
اصبحت اشارك اولاد ابوك المطبخ وهم جنود ومجتمع برغم اشاعة انه عنيف وقاسي الا انهم طيبين جدا وينطبق عليهم القول ( انا كالماء ان شئت صفاءا” واذا ما سخطت صرت لهيبا) يتجازبون الحديث حول مغامراتهم في البلد والدمر والفرقان والرقص والاسواق ولا يهتمون بالمعارك والحديث عنها برغم من انهم يحاربون بشكل يومي متواصل .
ودودون لابعد الحدود وفي البدء كنت امازحهم بحذر وشاركتهم عدد من النكات والدوبيت واتضح لي ان خطتي ستنجح وبالفعل اصبحت اجلس معهم وعرفت ان احدهم من منطقه تسمي دمبا والاخر من فوربرنقا وتوطدت صلاتي بهم واصبحوا لا يدخلونني حتي البيدروم وفي احد المرات طلبت من احدهم مهاتفة اسرتي بتلفونه واعطاني دون اي تردد.
انهم جنود يؤمنون بقائدهم حميدتي ويثقون به ثقه لا توصف
تحدثت مع اسرتي وعرفت انهم لايزالون بالكلاكلة وهي خطوة كبيرة وخدمه لا تقدر بثمن بالنسبة لاسير حرب .
المشرفين علي معتقلنا من جنود الدعم السريع القدامي وعرفت من خلال حديثهم سير المعارك وسقوط الاحتياط المركزي حينها تيقنت بعدم جدوي قتال هؤلاء الشباب .
لا يتناولون الطعام بشراهه ويهتمون بسلاحهم اكثر من اهتماهم بالمظهر والملبس ويثور احدهم لاسباب قد تكون تافهه في نظر سكان الخرطوم لكن الحديث معهم يحتاج معرفه ودراية ان وثق فيك احدهم هذا يعني انك جزء منهم وان حاولت استفزازهم يتحولون لوحوش كاسرة في لمح البصر .
اردت ان يذهب احدهم لاسرتي في الكلاكله وتحدثت معه بوضوح ووافق دون ادني شك واعطيته الوصف وذهب للمنزل في الكلاكله واعطاني الهاتف وتحدثت مع أبنائي ويبدو انه اعطاهم من ماله الخاص بعض المصاريف وعرفت هذا بعد فترة طويله وهو لم يحدثني مطلقا لكن ابني حدثني وقال لي الزول الرسلتو جانا ادانا قروش حنطلع بيها الجزيرة .
اتناول مزكراتي بالتفصيل الممل لاحقا لكن اندهش لتصريحات اللواء عابدين حول خروجنا من الاسر وكيف يفكر اللواء عابدين وهو من القيادة المتقدمه في الشرطة السودانية في يوم من الايام كيف يفكر بنظرية المؤامرة هذه ؟
كيف يصرح الفريق ياسر العطا بالرفض القاطع للسلام وعلي ماذا يراهن ؟
وهو خسران في كل المعارك والمؤشرات والشواهد تقول ان العطا سيخسر مزيدا” من المعارك وربما تسقط قاعدته هذه بواسطة هولاء الاولاد الصغار .
لماذا تعمق قيادة القوات المسلحة جروح السودانيين وتخاطب الشعب السوداني بان الحرب هي حرب اجانب ؟
من كنت معهم سودانيين ميه بالمية وصدقوني يا ايها السودانيين ان هذه الحرب وانا محارب واسير ومشاهد للواقع هذه الحرب سيخسرها البرهان والعطا وسناتي لذكر الاسباب في حلقه اخري ….
م شرطة ع-س-أ