منعم سليمان
ستتعرض قناة (طيبة) الإخوانية التي تبث من تركيا إلى محنة كبيرة جراء نشرها مقاطع فيديو لإرهابيين يدعون فيها إلى ذبح الناس وتقطيع أوصالهم، وكذلك استضافتها لداعمين للإرهاب ومؤيدين له.
آخر مقطع من هذا النوع بثته القناة المذكورة، يظهر فيه الإرهابي الإخواني المعروف (الناجي عبد الله)، وهو أحد الذي هدّدوا بالحرب قبل اشتعالها بشهور.
يُظهر مقطع الفيديو المشار إليه هذا الإرهابي وهو يخاطب ويحث ويحرض مليشيات وكتائب الإخوان المسلمين على ذبح جنود قوات الدعم السريع، إذ قال: “لن نذبح الخراف والثيران والإبل بعد اليوم، بل سنذبح جنود الدعم السريع ونأكل لحومهم”، وأضاف: “لن يجدوا منا غير الذبح”.
ويُشار في هذا السياق إلى أن هذه المليشيات الإخوانية الإرهابية كانت قد ذبحت مواطناً في إحدى قرى الجزيرة – بتهمة التعاون مع الدعم السريع – وأخرجت أحشاءه وكبده واستعرضتها أمام الجمهور في مشهد تقشعر له الأبدان ويهتز له الضمير الإنساني، خصوصاً بعد أن تم تصوير هذه العملية البشعة – وعمليات أخرى مماثلة – ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما يُميز المقطع الأخير ، أمران، أولهما بثه في قناة (طيبة) المملوكة للإرهابي الداعشي الفاسد الهارب إلى تركيا، “عبد الحي يوسف”، ما يعني أن الجماعة تتبنى هذا العمليات الإرهابية بشكل رسمي، وأن لديها فتوى بجوازها، لأن مالك القناة هو مفتيها وشيخها، أما الأمر الثاني فهو أن المتحدث في مقطع الفيديو ” ناجي عبد الله” هو أمير ما يُسمى بالمجاهدين، وهو أحد المتطرفين المعروفين والمتشددين الذين مارسوا أبشع أنواع الجرائم في حرب جنوب السودان بدعوى مُجاهدة الكفار (الجنوبيين)، ما أدى إلى اختيارهم للإنفصال عن السودان في استفتاء شعبي جرى عام 2011 بنسبة فاقت 99%.
عندما أشعلت جماعة الإخوان بالتنسيق مع ضباطها في الجيش السوداني هذه الحرب، كان هدفها وخطتها وتصورها هو انهاؤها خلال أيام بالقبض على قائد قوات الدعم السريع وقائدها الثاني، وإعدامهما بتهمة التمرد ضد الدولة، وكانت المليشيات الإرهابية الإسلامية مستعدة تماماً لذلك، حتى أن زعيم (داعش) في السودان المأسور حالياً لدى قوات الدعم السريع، بشّر الشعب السوداني منذ اليوم الأولى للحرب بأن الأمر سينتهي بالقبض على من سماهما (الشقيقين الشقيين)، ويقصد قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشقيقه عبد الرحيم.
وعندما فشلت الخطة وانهزم الجيش والكتائب الإرهابية في الخرطوم، شرعت الأخيرة في إرهاب المواطنين بتشويه صورة الدعم السريع إعلامياً، على أنها قوة متفلتة ترتكب الموبقات وأن عليهم التسلُّح والتصدى لها، فوضعتهم تحت عنوان (المستنفرين) وجهاً لوجه أمام قوة عالية التدريب وجيدة التسليح، قبل أن تخدعهم بأن قوات الدعم السريع اندحرت تماماً ولم يتبق منها شيئاً، ثم أصبحت ترتكب الجرائم والمذابح وتنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي ثم تهرب، تاركة خلفها المواطنين الذي سلحتهم ببنادق خفيفة لقمة سائغة أمام قوات الدعم السريع!
الإرهابي الناجي عبد الله الذي ظهر على قناة (طيبة) التلفزيونية وهو يدعو إلى ذبح البشر (جنود الدعم السريع) وأكل لحومهم، كان قد هرب من معارك الخرطوم إلى مدينة ود مدني منذ أول ساعة لاندلاعها، قبل أن يختفى تماماً مع وصول طلائع قوات الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة وعاصمتها مدني، حتى لحظة ظهوره في مقطع الفيديو المشار إليه في المقال، وهذا ديدن قادة المليشيات الإخوانية الإرهابية التي تعمل بجانب الجيش، بل وتسيطر على قيادته توجهها كيفما وأينما شاءت.
ليس أمام السودانيين إلاّ أن يدعو العالم كله إلى مساعدتهم في التخلص من هذه المليشيات الإسلامية الإرهابية الداعشية، ومنع تمددها في بلادنا، حتى لا تشيع ثقافة ذبح الأبرياء وغيرهم بالسكاكين والمدى وتقطيع أوصالهم وإخراج أحشائهم وأكلها، فيتحول السودان إلى بؤرة، إن لم يكن تحوّل بالفعل؛ للمتطرفين والإرهابيين من جميع أنحاء العالم، الامر الذي سيتسبب في تهديد الأمن والسلم الدوليين؛ حيث تسعى هذه الجماعات للوصول إلى البحر الأحمر من خلال حكومة الأمر الواقع الموجودة هناك، مما يمثل خطراً كبيراً على طرق التجارة العالمية والمصالح الدولية.
الآن أصبح أمر ايقاف قناة طيبة الإرهابية التي تبث من تركيا ملحاً وضرورياً أكثر من أي وقت مضى، فقد أصبحت قناة الإرهاب الأولى على مستوى العالم، وينبغي الآن على العالم الضغط على حكومة أردوغان في هذ الصدد، والسعى إلى القبض على الإرهابيين الذين يديرون هذه القناة الشريرة ووضتعهم بين يدى العدالة الدولية ومحاكتهم بتهمة الإرهاب والترويج لذبح البشر وأكل لحومهم.