طالبت تنسيقية القوى المدنية السودانية “تقدم” إلى ضرورة توحيد الجهود الدولية ودمج جميع المنابر التفاوضية الحالية في إطار واحد، يتضمن ثلاثة مسارات متزامنة. هذه المسارات تشمل وقف إطلاق النار، واستئناف العملية السياسية، بالإضافة إلى معالجة الأزمة الإنسانية الناجمة عن النزاع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023.
جاء ذلك في بيان أصدرته التنسيقية يوم الجمعة، بعد انتهاء اجتماعات استمرت أربعة أيام في مدينة عنتبي الأوغندية. وأكدت التنسيقية أن معالجة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها المدنيون جراء النزاع هي من أولوياتها القصوى، مشددة على أهمية اتخاذ تدابير فعالة لحماية المدنيين.
كما أعربت التنسيقية عن قلقها العميق إزاء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان، داعية المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لدعم الحلول السلمية وتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين من النزاع.
تعهدت تنسيقية “تقدم”، التي تمثل تحالفًا واسعًا يضم أكثر من 100 كيان سياسي ومدني، بالعمل على إنشاء مسار حوار سياسي يركز على معالجة جذور الأزمة. وأكدت التنسيقية أن اختيار الأطراف المشاركة في العملية السياسية يجب أن يستند إلى معايير واضحة، بحيث تكون هذه الأطراف معروفة ومحددة بدقة.
كما أكدت التنسيقية على أهمية أن تتمتع العملية السياسية بقاعدة شعبية قوية، وأن تشمل مشاركة حقيقية من جميع المعنيين. وشددت على ضرورة عدم مكافأة المؤتمر الوطني وأي من واجهاته المرتبطة بالحركة الإسلامية التي ساهمت في إشعال فتيل الحرب، بل يجب أن تؤدي العملية إلى محاسبتها.
في سياق متصل، دعت التنسيقية إلى ضرورة أن تكون هناك آليات واضحة لضمان تحقيق العدالة والمساءلة، مشيرة إلى أن الحوار يجب أن يكون شاملًا ويعكس تطلعات الشعب. وأكدت أن نجاح العملية السياسية يعتمد على التزام جميع الأطراف بالمبادئ الأساسية التي تضمن الاستقرار والسلام.
أكدت “تقدم” على أهمية تكثيف الجهود من أجل إنهاء النزاع الحالي ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتدهورة. وأشارت في بيانها إلى المخاطر الكبيرة التي تترتب على استمرار الحرب، حيث أظهرت إحصائيات كلية لندن للصحة العامة أن أكثر من 60 ألف شخص فقدوا حياتهم، بينما تم تهجير حوالي 14 مليون شخص، مما أثر سلباً على الأمن الغذائي لنحو 26 مليون مواطن من أصل 48 مليون نسمة، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
حذرت التنسيقية من أن استمرار النزاع سيؤدي إلى تفتيت البلاد وزيادة معاناة المواطنين، مما يهدد السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي. وأكدت أن الوضع الراهن يتطلب تحركاً عاجلاً من جميع الأطراف المعنية لوضع حد لهذه الأزمة.
وأوضحت أن الكارثة الإنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل إصرار الأطراف المتنازعة على مواصلة القتال، مما يساهم في تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية، ويزيد من احتمالات اندلاع حرب أهلية شاملة.
أكدت تنسيقية “تقدم” على ضرورة إزالة “أي نوع من الشرعية عن الحكومة الحالية ومواجهتها بكل الوسائل الممكنة”.
وأوضحت التنسيقية أنها ستقوم باتخاذ الخطوات الضرورية لضمان وحدة السودان، والعمل نحو تحقيق سلام دائم وشامل في البلاد.
أبرز نقاط رؤية “تقدم”
رقم | النقطة | التفاصيل |
---|---|---|
1 | حماية المدنيين | تكثيف الجهد لإنفاذ تدابير أكثر فعالية لحماية المدنيين، تطوير مقترح المناطق الآمنة، والدعوة لخروج جميع القوات المتقاتلة من الأعيان المدنية. |
2 | توحيد المنابر التفاوضية | مناقشة مسارات وقف الحرب والأزمة الإنسانية والعملية السياسية بشكل متوازي. |
3 | تصميم العملية السياسية | تصميم عملية سياسية تخاطب جميع أبعاد الأزمة وتستعيد شرعية ثورة ديسمبر. |
4 | توصيل المساعدات الإنسانية | فتح المسارات لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر حدود السودان وداخله. |
5 | قضايا اللاجئين والنازحين | تشكيل آلية خاصة لمتابعة قضايا اللاجئين والنازحين وعقد مؤتمر لإيجاد حلول لمشكلاتهم. |
6 | توسيع ولاية المحكمة الجنائية | دعوة المجتمع الدولي لتوسيع ولاية المحكمة الجنائية للتحقيق في جرائم المدنيين وتمديد حظر الأسلحة. |
أكدت “تقدم” أن هذه الإجراءات تمثل خطوات مهمة نحو تحقيق السلام والاستقرار في السودان، حيث لا يزال الصراع الدموي بين الأطراف المختلفة يؤثر بشدة على حياة المدنيين والأوضاع الإنسانية في البلاد.
وطالبت التنسيقية المجتمع الدولي بالعمل السريع والفعال لدعم هذه المبادرات، مشددة على أهمية التعاون الدولي في إنهاء تلك الأزمات التي تعاني منها البلاد.