الخرطوم: 26-12-2024
ترفع القبعات والتحيات العطرة لكل القوى السياسية، وحركات الكفاح المسلح، والقوى المدنية والمجتمعية، والنقابات، والمهنيين، والشباب، والشابات، والشخصيات القومية المستقلة الذين قرروا واستجابوا لنداء الوطن، ونداء الشعب، ونداء الساعة، وذلك بتشكيل حكومة السلام ليتجاوزوا مرحلة الجأر بالشكوى والمطالبة إلى مرحلة العمل والفعل الجماعي المنتظر، الذي يوحّد الإرادة الوطنية نحو قضايا الوطن الكبرى والمشتركات العظيمة. وليغادروا محطة لعن الظلام إلى محطة إضاءة الأنوار، لكي يرى كل شخص الحقيقة، ويتولى واجباته، ويمارس حقوقه الدستورية. وليتركوا البكاء والصراخ والوصف والرصد، ليكونوا معاول للتغيير بأيديهم، تبني وتقرر. وأن يودعوا محطة اليد السفلى إلى اليد العليا، التي تعطي دون منّ ولا أذى، لأن ذلك حق الآخرين. وإلى مرحلة الفعل السياسي والعمل الوطني الفعّال والإيجابي، الذي يساهم في رسم مستقبل البلاد إلى مرافئ السلام والاستقرار والعز والفخار.
قرروا تشكيل الحكومة وإعادة حكومة الثورة لإطلاق سراح الشعب السوداني من البرهان ومجموعة المؤتمر الوطني وواجهاتها القديمة والحديثة واحتكار الوطن وموارده، إلى رحاب الحرية والعدالة والمساواة. ويمتلكوا زمام المبادرة وتوجيه موارد البلاد لخير البلاد، ولحفظ الوطن ووحدته. ومن مرحلة إدانة الانتهاكات إلى مرحلة حماية المدنيين. ولينتقلوا من مرحلة السلبية إلى الإيجابية، ليعملوا وسط الجماهير والمواطنين، ويكونوا في قلب المعاناة ليعملوا معهم من أجل رفعها، ويرسموا المستقبل بجهود الجميع، ويرسموا معالم السودان الجديد.
قرروا تشكيل الحكومة لغاية أسمى ومطلب وطني، وهي وقف الحرب وبسط السلام وفرضه من داخل السودان بإرادة الشعب السوداني الغالبة. وليقوموا بأعمال وأفعال تساوي حجم تضحيات الشعب السوداني في رحلة كفاحه الوطني الطويل، الذي سطره شعبنا والشباب والأبطال. ثقوا أنهم لن يخذلوكم، وسوف يكونوا على قدر التحدي. وهم مع وعد مع التاريخ ليكتبوه بأحرف من نور، لبسط الحرية والمساواة والعدل والديمقراطية، ليحيا شعبنا بعزة وكرامة.