في كل مرة يظن فيها الكيزان أن بإمكانهم تزوير الوعي، ينفثون سمّهم عبر أقلام بالية، لا تصمد أمام حقيقة الأرض ولا أمام نبض الجماهير.
آخر هذه الترهات ما كتبه عبد الماجد عبد الحميد، أحد ألسنة الفِتنة التابعة لمعسكر بورتسودان، في هذيان سياسي جديد لا يستند إلى منطق ولا يعكس إلا انغماسه في أمنيات مهزومة وأوهام مريضة.
عبدالماجد يصرخ أن “أسد الفاشر” عاد إلى عرينه،و لكن ما لا يقوله أن تلك الصور والفيديوهات التي يسخر منها كانت من عمق الفاشر، في قلب المدينة، في وضح النهار، وأن هذه التحركات أربكت غرفة عمليات جيشه المهترئ، فأعادوا تمركزهم داخل جحورهم في الفرقة السادسة وأغلقوا ما تبقى من الأحياء بنيران القناصة والطيران.
أين الأسد إن كانت المدينة تنزف تحت الحصار؟ أين البطولة حين تقف طائراتكم عند أبواب المدارس والأسواق وتفرغ جحيمها فوق العُزل؟ وهل فيكم رجلٌ يجرؤ على الاعتراف بأن المعركة في الفاشر ليست بين مليشيات الجيش و”الدعم السريع”، بل بين مشروعين: مشروع الشعب ومشروع العصابة التي تريد إعادة تدوير الكيزان تحت لافتات الوطنية الزائفة.
ما لا يريد عبدالماجد الاعتراف به هو أن الدعم السريع لم يُهزم في الخرطوم ولا مدني ولا سنار، بل أعاد ترتيب صفوفه بعد أن انكشفت أكبر عملية اختراق وتخريب نفذتها كتائب الظل التي زرعها النظام البائد، بقيادة المجرم كيكل ومن ورائه عناصر الجهاز القديم.
ها هي قوات الدعم السريع تتحرك في عمق الصحراء وتُحكم السيطرة على المثلث، بهدوء وتنظيم وانضباط غير مسبوق، بعدما تخلصت من كل الشوائب والعناصر المدسوسة.
إنها ليست مجرد عملية عسكرية، بل تحول استراتيجي يُعيد تعريف شكل المواجهة في السودان.
المؤامرة الكبرى أُحبِطت،و حرب 15 أبريل لم تكن صراعًا بين جيش ودعم سريع، بل كانت نتيجة مؤامرة كيزانية بامتياز، هدفها إعادة تدوير النظام القديم عبر بوابة الجيش، وتصفية قوى الثورة، ووأد أي أمل في سودان جديد عادل.
كان الدعم السريع هو العَقبة التي لم يستطيعوا تجاوزها،أحبط مخططاتهم، ونقل المعركة إلى عمق هياكلهم، فاضطر البرهان إلى الهرب نحو بورتسودان، حيث استنجد بفلول النظام السابق والمُطبعين الجدد ليصنع منهم “سلطة أمر واقع” لا تعترف بها حتى جدران المدينة.
من يظن أن قوات الدعم السريع قد اندحرت، إما أنه معتوه مهلوس مثل عبد الماجد، أو كاذب أشر يريد تهدئة أنصار مشروعه المهزوم.
الفاشر نُقطة إنطلاق لتأسيس دولة سودانية عادلة، والمعركة لن تُحسم بتغريدات الكيزان ولا بخطب المنصات المزيفة.
التاريخ لا يُكتب بالهتاف، بل بالفعل على الأرض،والميدان الآن يقول:
الدعم السريع موجود.
الدولة العميقة انكشفت.
والثورة الحقيقية قادمة.
عبد الماجد عبد الحميد ! الهلوسة لا تنفع، والأوهام لا تُحرر مدينة، ولا تعيد مجدًا.
احفظ ما تبقى من كرامتك، واصمت.
الثلاثاء،١يوليو/٢٠٢٥م