متابعات_ سودان اليوم
حذرت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر، الذين يراهنون على استمرار صمود الفاشر ـ شمال دارفور، بلا تدخل حقيقي بانهم ” يعيدون إنتاج الأسطورة ذاتها التي سقطت فيها مدن من قبل مثل مدينة “نيالا ” جنوب دارفور.
ولفتت المقاومة في منشور على صفحتها على منصة “فيس بوك” انه وفي لحظة من لحظات التاريخ قد يتوهم الناس أن بعض المدن لا “تُكسر وأن لبعض الجغرافيا مناعة أبدية وأن الصمود وحده يمكن أن يُعيد تشكيل الواقع”.
وأضافت: “لكن دعونا نذكّر بمنتهى العقلانية ألا مدينة منيعة إلى الأبد ولا انتصار يبقى إن لم يُسنده الفعل”.
وقالت إنه ومن منطلق العقل الأخلاقي يجب التحرك” فورًا لفك الحصار عن الفاشر بالقوة” فلا مجاملة في البديهيات ولا مدينة يمكنها النجاة وحدها ولا بطولة تصمد إن تُركت في العراء بلا غطاء.
وأضافت التنسيقية :”فالتاريخ لا يُعفي أحداً من مسؤولية التخاذل ولا يمحو صمته مهما طالت المسافة بين الجريمة والشهادة”.
ونبهت تنسيقية لجان المقاومة الفاشر إلى أن منطق الواقع يفرض :”علينا أن نتحرك ونُدرك أن الصمود في لحظة ما يحتاج من يسنده لا من يصفّق له من بعيد، فالفاشر لن تبقى صامدة وحدها إلى الأبد فالصمود حين يُترك وحيداً يتحوّل من بطولة إلى عبء”.
ونوهت أن الفاشر ليست أسطورة هي:” مدينة حقيقية من لحم ودم وحجارة وأسواق وأرواح ومستشفيات.. مدينة صمدت كثيراً لكنها دفعت أثمانًا باهظة لا يمكن تسويتها بالمديح أو التغني بالبطولات، مدينة حملت عبء الجغرافيا والتاريخ لم تُمنح رفاهية الهدوء منذ عامين.. أكثر من مئتي هجوم مسلح تحت حصار خانق طال لعامين.. مدينة أنهكتها الاشتباكات واستنزفها التدوين وضربها سلاح الجوع في عمق نسيجها الاجتماعي والمعنوي.
ولا نُنكر شجاعة سكانها ولا نُقلل من رمزية صمودها لكننا نُحذّر من الوقوع في فخ الاستسلام للأسطورة”.