عنتيبي _ سودان اليوم
كشفت قمة النزاهة السودانية في عنتيبي النقاب عن الأبعاد الاقتصادية العميقة للصراع الدائر، محذرة من أن إعادة الإعمار قد تصبح الوجه الجديد لاستمرار “اللصوصية المؤسسية” ما لم تُعالج جذور المشكلة.
يتشكل المشهد المقلق من تحليل بنية الاقتصاد السوداني، الذي تهيمن عليه شبكات اقتصادية عسكرية وأمنية متحاربة. فمن جهة، توجد “هيئة الصناعات الدفاعية” التي تديرها القوات المسلحة، ومن جهة أخرى، شبكة الشركات الواسعة التي أسسها محمد حمدان دقلو “حميدتي”، مثل شركة “الجنيد للطرق والجسور”.
ويشير التحليل إلى أن التنافس على الموارد – من الضرائب إلى الصمغ العربي – ليس مجرد نتيجة للحرب، بل هو وقودها الأساسي. وقد أدت محاولات إصلاحية سابقة، كإخضاع هذه الشركات للرقابة، إلى انقلاب عسكري، مما يؤكد عمق المصالح الاقتصادية المترسخة.
وفي هذا السياق، تبرز تحركات دولية من روسيا ومصر والصين للاستثمار في مرحلة الإعمار، مما يثير تساؤلات حول إمكانية تحول هذه المشاريع إلى ساحة جديدة للصراع الاقتصادي بين الأطراف المتحاربة وشركائها الدوليين، بدلاً من أن تكون سبيلاً للتنمية والسلام.