د.سعيد الكردفاني ✍🏿
شهدت جلسة مجلس الأمن سجالا عنيفا بين مندوبة حكومة البرهان ومندوب دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، حيث جدد مندوب البرهان في الأمم المتحدة الحارث إدريس في الاجتماع اتهامه لدولة الإمارات العربية بدعم “قوات الدعم السريع”، قائلا إن حكومته تملك أدلة على ذلك. وقد أشار خبراء ومحللين إستراتيجيين الي ان خطاب مندوب حكومة بورتسودان لدى الأمم المتحدة ليس سوى تضليل للحقائق، الغرض منه التغطية على هزائم الجيش المتكررة وتفادي تحرير الفاشر، بعد أن تم سحق مرتزقة مناوي وجبريل في منطقة أم بعر بشمال دارفور بواسطة قوات الدعم السريع.
طلب مندوب الإمارات لدى الأمم المتحدة السفير محمد أبو شهاب مداخلة وصف خلالها اتهامات مندوب البرهان بأنها “سخيفة”. وقال إن السفير السوداني “يمثل القوات المسلحة السودانية وهي أحد أطراف الصراع في السودان”. وإن الاعتماد على الأكاذيب والمعلومات المضللة والدعاية التي ينشرها بعض الممثلين السودانيين باسم أحد الفصائل المتحاربة، واستهداف الإمارات ودول أخرى، يهدف إلى تعمية المجتمع الدولي عن الأعمال الشنيعة التي ترتكب على الأرض من قبل الأطراف المتحاربة. إن هذه الجهود الخادعة لصرف الانتباه لن تثني الإمارات عن مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين لإيجاد حل سياسي عاجل يحفظ السودان ويساعد الشعب السوداني.
وقال مندوب الامارات أن بلاده ظلت تقدم الدعم للعمليات الإنسانية في السودان. وأضاف: “ممثل القوات المسلحة السودانية يجب أن يُسأل لماذا لا يأتي إلى محادثات جدة إذا كان يسعى إلى وقف النزاع ومعاناة المدنيين؟ ولماذا يعيقون تدفق المساعدات؟ ما الذي تنتظرونه؟ يجب عليك أن تتوقف عن استغلال منبر دولي مثل مجلس الأمن للمزايدات وبدلا من ذلك وقف النزاع الذي بدأته”!
زاد ممثل البرهان في مداخلة اخرى قائلا: “من يريد صنع السلام في السودان عليه أن يأتي بقلب سليم. وإن دولة الإمارات العربية هي التي ترعى الإرهاب المنمذج والعرقي في السودان وإننا حشدنا لكم كل البيانات والدلائل والصور ورفعناها إلى مجلسكم الموقر لكي تناقش، ولكن دولة الإمارات عرقلت الاجتماع بصيغته المطلوبة، وهو إدانة دولة الإمارات في عدوانها. إن دولة الإمارات مدانة والمدان لا يكون شريكا في السلام” بعد ذلك طلب مندوب الإمارات مرة أخرى مداخلة قال فيها: “نرى أن هذا يمثل انتهاكا معيبا من أحد الأطراف المتحاربة في السودان لهذا المجلس. استغلال هذا المنبر لنشر اتهامات زائفة ضد الإمارات العربية المتحدة لتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الخطيرة التي تحدث على الأرض, لن يكون هناك نصر أو تسوية عسكرية للنزاع في السودان وإن طاولة المفاوضات هي السبيل الوحيد للتسوية”.