منذ عدة أيام، تستمر المعارك في مدينة الفاشر السودانية بلا توقف، حيث تُبذل جهود مكثفة للسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية. وقد وصف المحللون ما يجري فيها بأنه “معارك كسر العظم”.
بدأت المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ حوالي ثلاثة أيام. يسعى كل طرف لتحقيق نتيجة لصالحه، لكن ما يحدث على الأرض يشير إلى أن معركة الفاشر أدت إلى تصاعد الصراع داخل “الجيش”. كيف حصل ذلك؟
الارتباك، صراع الأجنحة، والتوترات ..
الوصف السابق ينطبق على ما يحدث داخل “مجلس السيادة” الذي يرأسه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وفقًا لمحللين ومصادر سودانية مطلعة. حيث كشفت واقعة استهداف الطيران الحربي السوداني لمواقع تابعة للجيش بدلًا من مواقع قوات الدعم السريع في الفاشر عن حالة كبيرة من الغضب بين قيادات القوات المسلحة نتيجة استهداف ضباط بارزين في تلك الضربة، ولم يُكشف عن عددهم. وزاد الوضع سوءًا استهداف آليات عسكرية ومستودعات سلاح تُعتبر مخزونًا استراتيجيًا للجيش.
لكن الأنباء لم تتوقف عند هذا الحد، حيث أفادت مصادر عسكرية أيضًا بهروب عدد من الضباط، بما في ذلك قائد الاستخبارات العسكرية في قيادة الفرقة السادسة مشاة، عقب الغارات الجوية الخاطئة التي أشعلت نيران الخلافات بين صفوف الجيش، والتي بدأت تظهر مؤشرات تصاعدها مع مرور الوقت.
فقد رفض بعض الضباط في الجيش فكرة تعيين الإسلاميين ضباطًا متقاعدين لإدارة مواقع قيادية في عدة قطاعات، كما تم وصف جناح الإسلاميين داخل الجيش بأنه يفتقر إلى القدرة والخبرة في التعامل مع الآليات المتقدمة، وخاصة في سلاح الطيران.
عودة إلى مدينة الفاشر، يسعى الجيش السوداني بكل السبل للحفاظ على المدينة، ويتعلق ذلك بعدة عوامل، أهمها أن القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش تتخذ من الفاشر مقرًا قياديًا لها، مما يجعل مصيرها مرتبطًا بالسيطرة على المدينة وفقًا لمحللين سياسيين.
وهذا يعني أن المعارك قد تزداد شدة في الأيام القادمة، خاصة مع تصعيد الجيش السوداني لعملياته العسكرية في البلاد، بالتوازي مع الرفض المستمر لدعوات التفاوض لوقف الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام ونصف.
ارم نيوز