حقق الفيلم الوثائقي السوداني “مدنياو”، للمخرج محمد صباحي، حضورًا لافتًا في الدورة السادسة من مهرجان القدس للسينما العربية، التي أُقيمت مؤخرًا تحت شعار “حكايات تزهر في أرض تحيا بالأمل”، حيث نال تنويهًا خاصًا من لجنة التحكيم تقديرًا لقيمته الإنسانية والفنية، وسط إشادة واسعة من النقاد والجمهور.
ويروي الفيلم، الذي أنتجته شركة “فيلم فايف” بإشراف المنتج الألماني فلوريان شوي، قصة ثلاثة شباب سودانيين—جانجو، إسراء، ومؤمن—يسعون لتغيير واقعهم الشخصي في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها السودان خلال ثورة ديسمبر. ويُقدّم “مدنياو” سردًا بصريًا عميقًا لتجربة جيل يسعى إلى إعادة تعريف ذاته في مواجهة تحديات الانتقال الديمقراطي، من خلال عدسة تجمع بين التوثيق الحي والتأمل الإنساني.
وكان الفيلم قد أُطلق عالميًا لأول مرة في مهرجان شفيلد الدولي للأفلام الوثائقية في المملكة المتحدة، قبل أن يُعرض عربيًا ضمن مسابقة “آفاق السينما العربية” في الدورة الخامسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث لاقى ترحيبًا نقديًا واسعًا لما يحمله من حساسية سردية وجرأة في تناول التحولات المجتمعية.
ويُعد مهرجان القدس للسينما العربية منصة بارزة لعرض الأفلام التي تُعالج قضايا الهوية والعدالة والذاكرة، وقد شهدت دورته السادسة مشاركة واسعة من صناع السينما العرب، وسط حضور ثقافي وفني متنوع من مؤسسات دولية ومحلية. ويُعزز نجاح “مدنياو” مكانة السينما السودانية في المشهد العربي، ويُسلط الضوء على قدرتها في التعبير عن قضايا الشباب والتحول السياسي بلغة سينمائية مؤثرة.