سودان اليوم
كشفت تسريبات سياسية وعسكرية عن مفاوضات سرية تجري بين رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان وأجنحة داخل الجيش مع قوات الدعم السريع، تستهدف إقصاء التيار الإسلامي بشكل كامل من المشهد السياسي المقبل.
ووفقًا للمصادر، فإن هذه المحادثات التي تجري بعيدًا عن الأضواء تعكس تحولًا جذريًا في تحالفات البرهان، الذي أدرك متأخرًا أن التحالف مع الإسلاميين لم يعد مجديًا بعد أن تحولوا من سند سياسي وعسكري إلى عبء يهدد بقاءه ويصعب تسويقه دوليًا.
عقيدة الإقصاء مستمرة:
ورغم هذا التحول التكتيكي، يؤكد المراقبون أن العقيدة الإقصائية للجيش لم تتغير، حيث تجلت مرة أخرى في التخلي عن حلفائه خلال معركة الفاشر، مما كشف عن استمرار النظرة الاستعلائية للمركز تجاه الأطراف، وتعامل النخبة الحاكمة مع الأقاليم الغربية كمناطق هامشية وليس كأجزاء متساوية في الوطن.
كارثة إنسانية في بورتسودان:
وفي سياق متصل، تتكشف في بورتسودان – مقر الحكومة المؤقتة – كارثة إنسانية مروعة، حيث تحولت المدينة من مفترض أن تكون ملاذًا آمنًا إلى مثال صارخ للانهيار. وأفادت تقارير محلية بوصول المنظومة الصحية إلى حالة شبه غيبوبة، مع انتشار الأوبئة وعجز كارثي في الأدوية والمستلزمات الطبية، بينما تشير تقارير أخرى إلى قيام الجيش باحتكار الإمدادات الطبية لصالح مجهوده الحربي، في صورة تفضح فجوة بين ادعاءات السلطة بالدفاع عن الوطن وواقع تخليها عن مواطنيها لمصيرهم.