في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، فارقت المراسلة الحربية آسيا الخليفة الحياة في مدينة الفاشر، وذلك عقب مواجهات عنيفة اندلعت في محيط مبنى مفوضية العون الإنساني القريب من المطار المحاصر، حيث كانت تتحصن برفقة مجموعة من الجنود وسط تصاعد الاشتباكات في المدينة. وقد لجأت المجموعة إلى المبنى في محاولة للاتقاء من نيران المعارك المتسارعة، في وقت كانت فيه الاتصالات مستمرة مع قيادة الفرقة العسكرية المتمركزة في جامعة الفاشر.
وبحسب ما ورد من مصادر ميدانية، فإن المجموعة رفضت الاستجابة لمطالب قوات الدعم السريع التي طالبت بتسليم آسيا الخليفة، وأبلغت القيادة العسكرية بأنها لن تتخلى عنها، مؤكدة أنها ستدافع عنها حتى النهاية. هذا الموقف أدى إلى اندلاع مواجهة مباشرة بين الطرفين، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، وانتهت بسقوط جميع أفراد المجموعة، بمن فيهم آسيا، التي كانت تؤدي مهامها الصحفية في ظروف بالغة الخطورة.
وتشير المعلومات إلى أن آسيا الخليفة واجهت اللحظات الأخيرة من حياتها في ظل فوضى ميدانية عارمة، وسط تبادل كثيف لإطلاق النار، حيث كانت تحتمي داخل المبنى الذي تحول إلى نقطة اشتباك. وقد أثار رحيلها موجة من الحزن في الأوساط الصحفية والإنسانية، بالنظر إلى طبيعة عملها في تغطية النزاع من قلب الميدان، وما تحمله من رمزية في الدفاع عن الحقيقة في وجه العنف.






