لا يعرف المواطن البسيط في حياته ومعاشه لمن يبث شكواه فقد كتب عليه القدر حياة الحرب بين نارين وأصبح لديه خيارين أحلاهما مر عليه وقد حكى الكثيرين عن مأساة يعجز وصفها عن أن يعبر عنهم فهم يسألون كمواطنين ما ذنبنا في هذه الحرب أن نترك لخيار النزوح أو لخيار التهم والتصفيات وأخص هنا المواطن السوداني من دارفور وكردفان تحديدا.
من بعد هذه الحرب والخطاب العنصري والتحريض على الكراهية من قبل من يتحدثون بلسان الكيزان وحتى بعض قادة جيشهم وما شهدناه من فظائع إرتكبتها مليشيات التطرف الكيزانية بحق مواطنين عزّل في مختلف المناطق التي ظللنا نرى ونسمع عما يدور فيها يظل سؤال من هؤلاء المستضعفين والمغلوبين على أمرهم بالتفرقة الإثنية ماذا فعلوا ليجنوا كل هذا؟!
ولنأخذ الحديث بالعقل والمنطق فقد تحدث البعض عن أنهم يعيشون في العاصمة منذ ميلادهم وأتت الحرب ولا قبل لهم بمصاريف السفر والنزوح وفضلوا البقاء في منازلهم وهذه العاصمة تشمل مدنها الثلاث وقد بقوا فيها وإذ بهم يتفاجأون من واقع أنهم بين نارين فإن عاشوا في مناطق الدعم السريع و مارسوا حياتهم الطبيعية يصنفهم الطرف الأخر بالمتعاونين التابعين للدعم السريع وما أن تخطو أقدامهم كرري أو مناطق للجيش يعتقلون يتعرضون للتصفية القتل، والنار الأشد ضراوة أن المواطن في مناطق كشمال أمدرمان ويسكن بيته الذي يملكه قبل الحرب في مناطق الحارات البعيدة وإن كان ينتمي لقبائل من دارفور أو كردفان أو النيل الأزرق يصنف كدعم سريع طبقا لمناطق أصوله ويتعرض للقهر والإعتقال والتصفية، ولي هناك أسوأ من هذا، لقد شكى المواطن الذل في أرضه وبين جدران منزله التي لم تعد تعصمه من العنصرية والإضطهاد وهذا أمر الظلم بل هو ظلمين.
وأمتد ذلك لكل المدن الأخرى فلا مفر لهذا المواطن من قصف الطيران في مناطق الدعم السريع ولا ملجأ له في مناطق الجيش وهو مواطن سوداني حر الإرادة والكرامة لكن لم تعد تسعه أرض بلاده من البحر وحتى السهول والنهر.
وفي خبر عن وكالات أنباء أن هناك تباطؤ في وتيرة النزوح من الفاشر إلى “طويلة” و”خزان جديد” و”شقرات” و”قولو” ومخيم زمزم مع تراجع حدة المعارك، خبر به إيجابية أن إحساس الأمان والإستقرار إقترب لأهل الفاشر وقد شارف الدعم السريع للسيطرة عليها كاملة ويستبشر أهل الفاشر أن تصبح مدينتهم كباقي المدن التي أصبحت آمنة مستقرة وعين بها الدعم السريع إدارات مدنية وباشر الناس فيها حياتهم الطبيعية، وهذا ما نرجوه لأهل الفاشر من بعد معاناة طالت عليهم.
سوما المغربي
نوفمبر٢٠٢٤