بقلم محمد النعمان
التسريبات تشير إلى أن الواثق البرير، الأمين العام لحزب الأمة، يعكف هذه الأيام على تنفيذ صفقة سرية أطلقنا عليها اسم “ترذلون”، على غرار تسمية الإمام الراحل الصادق المهدي لخطة تفاوضه مع نظام البشير في عام 1999 بـ”تهتدون”. مع ضرورة التنويه بأن ربط اسم الواثق البرير هنا باسم الإمام الصادق المهدي لا يصح، لا من حيث المعنى ولا المبنى، وإنما أوردناه من باب المثل، وليس المماثلة.
الخطة من إعداد الفاسد عبد الرحمن الصادق المهدي، بمشاركة صديق إسماعيل، الذي كرّس نفسه داخل قيادة حزب الأمة كرمز للخِزي والخيانة. وثالثتهما هي مريم الصادق المهدي، التي تجاوزت شقيقها عبد الرحمن في الفساد والشهية المفتوحة دائمًا لالتهام كل شيء وأي شيء، وهي تأكل من جميع الموائد: كُشري مصري، كبسة خليجية، وقُراصة كيزانية. هكذا تمتلئ دون أن تشبع.
مريم هي من اقترحت إشراك الواثق البرير في الصفقة وعرضتها عليه، ثم جرت مناقشة الأمر مع البرهان، حيث أكّدت ضرورة ضم الواثق إلى الصفقة، وقد أبدى موافقته على ذلك.
الخطوة المتبقية الآن هي مغادرة الواثق للمكان الذي يتواجد فيه حاليًا والانضمام إلى مريم في القاهرة، على أن تكون وجهتهم التالية بورتسودان، سواء كان ذلك بشكل سري أو علني، وفقًا لتطورات الأحداث ومجريات الصفقة الممتدة بين القاهرة وبورتكيزان، والتي يتابعها عبد الرحمن وصديق.
الواثق البرير شخصية باهتة وتفتقر إلى العمق الفكري أو السياسي، وهو خاوي العقل والفؤاد. وقد رأيناه على شاشة قناة الجزيرة عاجزًا عن التعبير بجملة مفيدة واحدة، ما يعكس خواءه وافتقاره لأي مساهمة فكرية أو سياسية ذات قيمة، سواء لصالح حزبه (الأمة) أو لأي مؤسسة أخرى، بما فيها (تقدم).
لا يوجد مكان أنسب له من الاصطفاف مع العسكر والكيزان، وهو الموقع الطبيعي الذي يناسبه منذ البداية. فقد نشأ وترعرع على هذا الموقف، بل ورثه عن أسلافه، إذ إنّ كل مكاسبه ومكاسب أسرته قد بُنيت في ظل العصور الشمولية من مداهنة الطغاة والتملق لهم. لذلك، فإنّ الدروب الوعرة الشاقة التي تتطلب تضحيات نضالية كبرى لا يقوى أمثاله على السير فيها طويلاً، فسرعان ما ستخور قواه ويوهن جسده، فيحزم حقائبه ويعود من حيث جاء.
اختيار الواثق البرير لحضن البرهان مستقراً وملاذاً ومحطة أخيرة لرحلته المُربكة في جغرافيا السياسة الوعرة لهو اختيار موفق يشبه الرجل ويتسق مع تكوينه الاجتماعي والنفسي. فالرجل دخل الفضاء السياسي من باب (المصاهرة)، ولا غرابة أن يخرج عنه من نفس الباب. وهذا لا يعني جماهير حزب الأمة وكوادرها في شيء؛ لأن “ود البرير” جسم غريب تم زرعه في جسد الحزب، وأن الصحيح هو نزعه وإخراجه عنه حتى تستقيم الأمور، وتواصل الجماهير مسيرتها النضالية من أجل التحول المدني الديمقراطي بجسد سليم وذهن غير مشوش.
إن خروج الرجل من أي منظومة سياسية أشبه بخروج الريح (الفساء)، يخلّف الراحة ويستوجب دعاء من حوله على زوال الأذى وعودة العافية.
هنيئاً لبرهان خبثه وخبائثه.