فاطمة لقاوة
في خضم المعارك المستعرة في السودان، تبدو مدينة الفاشر على وشك التحول إلى آخر حلقات السقوط المدوي لقوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان.
مع إشتداد الهجمات من عدة محاور، وتهاوي خطوط الدفاع واحداً تلو الآخر، تتجه الكفة بوضوح نحو قوات الدعم السريع التي تقترب سريعاً من حسم المعركة لصالحها، في مشهد يعكس هزيمة قاسية للبرهان وتحالفه الإسلاموي النفعي.
منذ منتصف أبريل، تشهد الفاشر تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، حيث تمكنت قوات الدعم السريع من إختراق الدفاعات المحيطة بالمدينة، وأصبحت على بعد كيلومترات قليلة من مركزها.
التقارير تشير إلى سقوط متسارع للمواقع العسكرية، وتفكك واضح في قدرات الجيش، رغم تعزيزاته المتكررة،في وقت كثّف فيه الدعم السريع ضرباته بالطائرات المسيّرة والمدفعية، بدا الجيش عاجزاً عن صد الهجمات أو تأمين المدينة،ومع التقدم المحوري للدعم السريع من الجبهات الشمالية والشرقية، فإن السيطرة الكاملة على الفاشر باتت مسألة وقت، لا أكثر.
الفاشر ليست مجرد عاصمة ولاية في دارفور؛ إنها رمز ومركز إستراتيجي، وسيطرة قوات الدعم السريع عليها، يعني إنتهاء الوجود الفعلي للجيش في الإقليم، هذا التحرير المرتقب لمدينة الفاشر، يمثّل ضربة قاضية للبرهان الذي راهن طويلاً على الفاشر كخط دفاع متقدم لحماية عُمقه في كردفان وبورتسودان.
البرهان، الذي ظل يتحالف مع عناصر من النظام السابق والتيارات الإسلاموية، و المرتزقة من أبناء كُردفان ودارفور ،يجد نفسه اليوم في زاوية ضيقة، سياسياً وعسكرياً،فالمعركة في الفاشر لم تعد مجرد مواجهة ميدانية، بل أصبحت فضيحة لحِلفه الفاشل، القائم على الإستعلاء السياسي والتقديرات الخاطئة.
مع كل خطوة يتقدم فيها الدعم السريع داخل دارفور، يتآكل مشروع إعادة إنتاج الدولة الإسلاموية التي كان يعوّل عليها البرهان ومن معه. هذا الحلف، الذي كان يمني النفس باستعادة هيمنة الخرطوم عبر الحرب، تكشفت حقيقته أمام السودانيين، وظهر بمظهر العاجز والفاشل أخلاقياً وميدانياً.
المعطيات على الأرض تُشير إلى أن الفاشر لن تكون مجرد مدينة تحررت، بل محطة ستغيّر قواعد اللُعبة،إذا استمرت قوات الدعم السريع في تقدمها دون مقاومة فعالة، فإنها ستفتح الطريق نحو الأبيض، وربما بورتسودان.
ولنا عودة بإذن الله
الثلاثاء،٢٩أبريل/٢٠٢٥م