رؤية حزب الوعي السوداني لقطاع الشباب
🟦 مقدمة:
لم يكن الشباب السوداني عبر العقود مجرد فئة عمرية عابرة، بل ظل دومًا القلب النابض لأي تحوّل وطني، من ثورات الاستقلال إلى حراك ديسمبر. ومع ذلك، ظلت علاقتهم بالدولة مشوبة بالخذلان، حيث لم تُترجم تضحياتهم إلى سياسات، ولم تُحترم تطلعاتهم عبر مؤسسات. وبين شعارات التمكين الزائف، والتهميش المقصود، تعمقت الفجوة بين الدولة والشباب، وتراكمت التشوهات التاريخية التي دفعت بقطاعات واسعة من الشباب إلى الهجرة، أو الغضب، أو الاغتراب الداخلي.
حزب الوعي السوداني، ينظر إلى هذه العلاقة المختلة بعين التشخيص الصريح والمعالجة الجذرية، إيمانًا بأن الشباب هم رافعة التأسيس الجديد، لا مجرد أدوات تعبوية في مواسم الأزمات.
🟥 أولًا: التشوهات التاريخية في العلاقة بين الدولة والشباب
- العزل البنيوي:
لم يُصمم هيكل الدولة السودانية ليستوعب طاقات الشباب، بل بُني على أساس طارد لهم، سواء في سياسات التعليم أو التشغيل أو التمثيل. - التسليع السياسي:
تم التعامل مع الشباب كمجرد “وقود انتخابي” أو “حشود ثورية”، لا كقوة تفكير وتخطيط وتنفيذ. - التهميش الجغرافي والثقافي:
ظلت مناطق الهامش خارج رادار السياسات الشبابية، مع تجاهل للغاتهم، لثقافاتهم، وحتى لتطلعاتهم الخاصة. - فقدان المشروع الجامع:
انعدام مشروع وطني واضح جعل الشباب يتقافزون بين الشعارات، دون إطار مستقر يجمعهم حول فكرة واحدة.
🟩 ثانيًا: المعالجة الجذرية – رؤية حزب الوعي السوداني
يرتكز تصور حزب الوعي السوداني لمعالجة هذه التشوهات على محورين: استعادة الثقة وبناء المؤسسات.
📌 1. استعادة الثقة:
الاعتراف التاريخي بالمظالم: بداية الطريق هي الاعتراف بأن الدولة أهدرت طاقات الشباب عمدًا.
فتح المساحات الفكرية والتنظيمية: ضمان حرية التعبير، والنقاش، والانخراط في الفعل العام.
محاربة الإقصاء بأدوات الوعي: لا عبر التحشيد، بل عبر نشر خطاب عقلاني يواجه سرديات الإحباط والتهميش.
📌 2. بناء المؤسسات الشبابية:
مراكز تفكير شبابية في كل ولاية: تكون منصات مستقلة لصياغة المبادرات وصناعة القرار المحلي.
صناديق دعم المشاريع: تمويل الأفكار لا الأشخاص، لتقوية الإنتاج لا الولاء السياسي.
نسبة تمثيل حقيقية: التزام الحزب بأن لا تقل مشاركة الشباب عن 40% في هياكله.
🟨 ثالثًا: الغايات المستقبلية
تسعى رؤية حزب الوعي السوداني في قطاع الشباب إلى تحقيق ما يلي:
- إنتاج جيل سياسي جديد واعٍ، غير مرتبط بالولاءات الأيديولوجية أو الطائفية، بل بالمصالح الوطنية.
- تحويل التعليم من عبء إلى فرصة، بإعادة تصميم المناهج لتواكب حاجات الاقتصاد والثورة الرقمية.
- ترسيخ ثقافة الإنتاج والابتكار بدل ثقافة انتظار الوظيفة الحكومية.
- بناء وطن يليق بأحلام الشباب، وطن متعدد، عادل، منفتح، يتسع للهامش قبل المركز.
🟪 خاتمة:
إن معالجة التشوهات التي أصابت العلاقة بين الشباب والدولة السودانية تتطلب أكثر من “إصلاح قطاعي”. إنها تتطلب تحولًا جذريًا في الفهم والقيادة والسياسات. الشباب ليسوا “موضوعًا” في برامج الحزب، بل هم “صُلب المشروع”. وحزب الوعي السوداني يتبنى هذه القناعة كجوهر فلسفته السياسية، واضعًا الشباب في مركز معادلة الوعي، والإصلاح، والتحول.