في تاريخ السودان الحديث هناك أسماء لا يمكن أن تمر في الذاكرة مرور العابرين ، بل تظل محفورة في وجدان الأمة كمعالم طريق نحو الحرية ، الشهيد النقيب عطية النضيف هو أحد تلك الأسماء التي تحولت من مجرد شخص إلى رمز ومن رتبة عسكرية إلى عنوان للشرف والموقف.
ولد عطية النضيف في وادي صالح – قارسيلا، حيث الأرض تصنع الرجال ، وحيث تنبت القيم مع جذور النخيل والسنابل ، نشأ وهو يعرف أن الشجاعة ليست صفة مكتسبة فحسب ، بل هي نمط حياة وأن الدفاع عن الحق واجب يتقدم على كل الحسابات الشخصية.
انطلقت مسيرته العسكرية ضابطاً في مؤسسة قوات الDM ، حيث تميز بالانضباط والالتزام الصارم بواجباته ، مع إيمان راسخ بأن الشرف العسكري يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحماية الشعب والدفاع عن حقوقه ، لم يكن عطية النضيف مجرد منفذ للأوامر ، بل كان صاحب رؤية ومبدأ ، يرى أن الجندية الحقة هي في حماية المظلوم ومواجهة الظالم مهما كان الثمن.
في لحظات المواجهة الكبرى كان عطية النضيف في الصفوف الأولى ، ثابتاً أمام العاصفة ، واثقاً من أن الثبات هو جوهر المعركة الحقيقية ، لم تهزه التهديدات ولم تغره المغريات ، لأنه كان يدرك أن المعركة ليست فقط على الأرض ، بل أيضاً على المعنى والمصير.
قصص الشجاعة والتضحية التي سطرها الشهيد عطية النضيف في مواجهة التحديات، تعكس حقيقة أن رجال الDm ليسوا مجرد قوة عسكرية ، بل حماة لمشروع سلام عادل وشامل يضمن لكل السودانيين حقوقهم وكرامتهم.
لقد خلقت تضحيات النقيب عطية ورفاقه من خيرة شباب السودان مناخاً جديداً للعمل السياسي ، حيث صار الحديث عن السلام مطلباً جماهيرياً يحمل نضالات دماء أبطال مثلهم ، لم يعد السلام أمنية فقط بل ضرورة وطنية تستند إلى الاعتراف بالحقوق ورفض العنف كسبيل للحل.
وفي أوقات الأزمات أثبت عطية النضيف أن القيادة الحقيقية تقاس بالتزام القائد بقيم العدالة والشفافية ، حيث كان مثالاً يُحتذى به في نزاهة الخدمة العسكرية ، مما جعله رمزاً ملهماُ لأجيال المستقبل.
تمثل مسيرة الشهيد عطية النضيف ارتباطاً عضوياً بين المؤسسة العسكرية والمجتمع المدني ، حيث تحولت تضحياته إلى دعوة متجددة لوحدة الصف ، وبناء مؤسسات قوية تقوم على القانون والحق ، وتجعل من السلام العادل طريقاً لا رجعة عنه في السودان.
رحل عطية النضيف لكن إرثه باق ، وصدى مواقفه يعلو فوق ضجيج السياسة ، ترك لنا درساً خالداً أن السودان لا يُبنى إلا على أسس الكرامة والعدالة ، وأن الطغيان مهما طال سيجد أمامه دائماً رجالًا من طينة عطية النضيف يقفون بصدورهم ليكتبوا تاريخ الحرية.
https://www.facebook.com/karbeeno.hota?mibextid=ZbWKwL