علي أحمد
مُدهشٌ حسين عوض – وعوضنا على الله -، الذي جاء به البرهان وكيزانه من مزابل التاريخ الدبلوماسي إلى مزابل “بورتكيزان” ملاذ الفارين من الحرب التي أشعلوها في الخرطوم، ومأوى الهاربين من جحيمها، وزيراً مُكلفاً لخارجيتها، وقد اختار الرجل المناسب للمنصب المناسب، فطفق يتحفنا كل يوم بالمزيد من (الخارجيات) حتى أصبح أحد نجوم الكوميديا السياسية السوداء لحكومة تحالف مليشيات الكيزان وحركات الارتزاق وقيادة الجيش المُرتهن لديهم.
آخر نكات هذا الأهطل الرث فكرياً والفقير دبلوماسياً والمُجدِّب سياسياً، المُنتحِل صفة وزير خارجية في حكومة الخيال الكيزاني المتوهمة، إنّه قال: ” إنّ الدعم السريع لها مشتركات أيدولوجية بنتظيمات إرهابية، مثل؛ بوكو حرام وداعش”، فاصغِ أكرم الله مسامعك، وأنظر، من يتحدث عن الإرهاب؟!.
العالم كله يعلم يقيناً، من تمول جمهورية إيران الاسلامية ولماذا، وبجانب من يقاتل المتطرفون من كتائب البراء بن مالك، الدفاع الشعبي، البنيان المرصوص، الفرقان، وهيئة العمليات، والاحتياطي المركزي, وخلافها من الكتائب الجهادية الإرهابية الإخوانية والمليشيات السلفية المتطرفة، بجانب ما يُسمى بالمقاومة الشعبية المكونة من إرهابيين إخوان وسلفيين ومواطنين (مخمومين)، وجميع هذه المليشيات الإرهابية تحمل آيدولوجيا داعش والقاعدة، دعك من بوكو حرام التي لم يعد لها أي وجود يذكر، حتى قبل مقتل قائدها الإرهابي أبوبكر شيكاو 2021، قبل انقلاب البرهان بنحو أربعة أشهر، لكن “حسين عوض” لا يدري شيئاً، ولا يدري إنه لا يدري، إنه رجل باهت جيئ به من زمن الحرب الباردة ليدير الدبلوماسية السودانية في زمن حرب الكيزان على الشعب والدولة.
ولعلك ستجد أدلة بارزة ودامغة على إنه رجل يعيش في التاريخ وسينتهي إلى مزبلته بإذن الله، وهي تصريحاته الشهيرة التي أثارت موجات من السخرية والضحك ضجت بهما أركان (الدنيا)، والتي دفع بها إلى أجهزة الإعلام قبل عدة أسابيع، دون خشية أو وجل حين قال: ” نشكر الأصدقاء في مجلس الأمن الدولي، خصوصاً الصين الشعبية والاتحاد السوفيتي”، هكذا قال والله، وخشيت حينها إن تحدث عن السعودية سيطلق عليها نجد والحجاز، وإن أشار إلى اليمن سيحدثنا عن سبأ وحمير، وإن تحدث عن حليفته إيران سيصفها ببلاد فارس، ولكنه (ود العوض) فلا تندهشوا، ولماذا تندهشوا أصلاً مما يقوله ويفعله خيار البرهان!
دعونا نعود مُجدداً إلى تصريحاته الأخيرة، حتى ترتجون من الضحك قبل أن ترتاحوا قليلاً على “أرائك” السُخرية، قال إن: “قوات الدعم السريع تسعى لتأسيس دولة قومية لعرب دارفور ودول الساحل”، يا للدبلوماسية الناجزة، لكنّي حمدت الله إنه لم يقل “تسعى لتأسيس دولة عربية إسلامية”!!.
وتأملوا أيها السادة، كيف (يقنطر) ود العوّض حكومته المدعاة، للعرب والعجم جميعاً، فهم يعرفون جيّداً ما هي الجهات التي تتوهم العروبة والإسلام، لكن هب أن قوات الدعم السريع تريد تأسيس هذه الدولة، فما وجه اعتراض الكيزان رهط (العوض) والبرهان، عليها، لماذا لا يندمجوا فيها ويتحالفوا مع (الدعم) لتأسيس حلمهم في قلب أفريقيا، فيحققون بها مشروعهم العروبي الإسلاموي الذي أفنوا الشعب السوداني وزجوا به في حروب أهلية ضارية وفصلوا الجنوب وحاربوا من يسمونهم بـ(زُرقة) دارفور من أجله!
إنه (العوّض)، يتحدث عن قوات الدعم السريع وكأنها الذي أخرجتها حكومة الثورة بقيادة د. عبد الله حمدوك من لائحة الإرهاب، ولكن وزير خارجية (بورتكيزان)، يظن أن الذاكرة الكونية مثقوبة ومصابة بخلل بيولوجي، بينما الجميع يعلم من هم الدواعش والإرهابيين والقتلة ومن هم من أشعلوا هذه الحرب؟.
كم أنت مُسلٍ ومضحك يا (حسين العوض) مثل قرد المَلمَة والذي يعرف أيضاً بالسعدان الخرطومي، لأن له أنف أحمر طويل، ويستخدم في تسلية الأطفال الصغار الأشقياء والترفيه عنهم، وإضحاك ربات “الخدور البواكيا” من أجل أن يتجاوزن أحزانهن.
شكراً لك أيها القرد الأحمر، فقد صنعت ابتساماتنا في زمن الحرب.