الأربعاء 16-4-2025م
بقلم ✍ صلاح احمد
خلال المقابلة في قناة الجزيرة والتي جمعت بين شريف محمد عثمان، أحد رموز تحالف القوى المدنية الداعية لوقف الحرب، والصحفي مزمل أبو القاسم، المعروف بقربه من تنظيم الكيزان، انكشفت ملامح المعركة الإعلامية التي تُدار خلف الكواليس بمكر وخبث. كان النقاش على قناة الجزيرة أكثر من مجرد اختلاف في وجهات النظر؛ بل كان نموذجًا فاضحًا لطبيعة الانقسام بين من يناضلون من أجل السلام، ومن يروجون للحرب ويتربحون منها.
ما قاله مزمل أبو القاسم، وما لم يقله أيضًا، يكشف كيف تحوّلت أقلام بعض الصحفيين إلى أدوات دمار. صحفيون باعوا ضمائرهم، وارتضوا أن يكونوا أبواقًا في يد تنظيم الكيزان، يلمّعون صورته، ويبررون جرائمه، ويقلبون الحقائق لخدمة أهداف التنظيم الإجرامي. هؤلاء لا يكتبون للحقيقة، بل يكتبون بالطلب، ويأخذون رواتبهم من خزائن الأجهزة الأمنية التي تلطخت بالدم السوداني.
هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها تعاظمت في ظل الحرب، وتحولت إلى نوع من “الارتزاق الإعلامي” الذي يبرر المجازر والانتهاكات، ويدعو لمزيد من سفك الدماء من أجل سلطة لا يستحقونها. إنهم يزرعون الفتنة بالكلمات، ويشيطنون كل دعوة إلى السلام، ويشيعون أن كل من يطالب بوقف الحرب خائن أو عميل.
ما يجري هو جريمة أخلاقية بامتياز: إعلاميون يسترزقون من دماء الأبرياء، ويخدعون البسطاء، ويبررون الكارثة المستمرة التي دمّرت المدن، وشردت الملايين، وقتلت الأمل في وطن آمن. هذا النوع من الإعلاميين لا يمكن اعتباره أصحاب رأي، بل هم شركاء أصيلون في الجريمة، يتقاسمون وزرها مع من يضغط الزناد.
وفي ظل هذا الواقع، يصبح الواجب الوطني على الإعلاميين الشرفاء فضح هذا التزييف، وكشف من يبيعون ضمائرهم تحت مسميات الوطنية، بينما هم مجرد أدوات في يد منظومة فاسدة تسعى لقتل آخر ما تبقى من حلم السودانيين في وطن عاتي وديمقراطي.
والتحية من هنا للاستاذ شريف محمد عثمان الذي اسكت هذا المرتزق الإعلامي، والجمه حجارة، وفضح تواطئه مع منظومة الكيزان الفاسدة، التي أشعلت الحرب، وحولت حياة جميع السودانيين الى جحيم لا يطاق…