محمد الماحي الأنصاري
امتداداً للانقسام بين مجموعة كرتي هارون التي تحظى بتأييد علي عثمان ومجموعة إبراهيم محمود حامد التى تحظى بتأييد نافع علي نافع، تجري مجموعة كرتي الاستعدادات بشكل منظم وبسياج من السرية لانعقاد هيئة شورى المؤتمر الوطني”المنحل”في احدى الولايات الشرقية، مقر اقامة الأب الروحي للتيار علي عثمان، ويريد تيار كرتي هارون من الاجتماع المزمع انعقاده الإطاحة بابراهيم محمود حامد من قيادة الموتمر الوطني لانه رفض تسلم القيادة لأحمد هارون بعد خروجه من السجن متمسكاً بشرعية الشورى التي اختارته خلفاً لغندور بعد غياب احمد هارون نائب رئيس الموتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية الرجل الثاني بعد البشير في قيادة التنظيم المنحل،كما سيناقش التيار الخيارات المتاحة إذا ذهب الجيش في عملية تفاوضية على اساس اتفاق جدة الذي نص صراحاً على إنهاء اي دور للمؤتمر الوطني وإعادة قياداته إلى السجون.
وجد إبراهيم محمود دعم من قطاع واسع في الداخل والخارج هذا الدعم ليس لان محمود خياراً مناسباً لهم ولكن يعيدهم إلى انقسام نافع /علي عثمان القديم المتجدد بأسماء وأشخاص اخرين
تيار كرتي هارون يعتقد انه سيسحب البساط من إبراهيم محمود بهذا الاجتماع سوف يمزق فيه قميص عثمان “الشوري”الذي ظل محمود يرفعه في وجههم ويستقطب به.
سيشارك في شورى “كرتي هارون” عبر الزووم المؤيدين لهم في تركيا القاضيين من تنظيم استنطبول الذي اختار محمد عطا قيادة له في مؤتمر مشهود هدفه إستاد نافع و محمود واصبح التايد واضحاً بعد وصول نافع إلى تركيا، وسيرفض تنظيم محمد عطا المحسوب تاريخياً على نافع نتايج الاجتماع،وهنالك مجموعة ثالثة تعمل حمامة سلام بين الطرفين من تركيا لكنها قطعا ستنضم إلى المنتصر، وسوف يكون اول المهرولين للمنتصر منها ياسر يوسف الذي يتمتع ويتميز بقرنا استشعار لتحقيق المصالح الشخصية.
يتميز تيار كرتي هارون بقدرات تفوق تيار إبراهيم محمود/ نافع لان كرتي استطاع قبل الحرب استلام كل استثمارات الحركة باتفاق مع البرهان وحميدتي واستطاع بتكتيكات كبيرة ان يخلق تماسات مع العسكر أولى التكتيكات انه كشف لهم انقلاب الفريق أول هاشم عبد المطلب،رئيس هيئة أركان الجيش، وحصل بهذه الخطوة على كل مقدرات الحركة الإسلامية وبعد الحرب حاول استقلال المشهد عبر الاستنفار والمقاومة الشعبية وكتيبة البراء ولكن العسكر والبرهان رسموا له خط لايمكن ان يتجاوزه وحدوا من دور كتيبة البراء واتجهوا بقوى نحو الحركات المسلحة التي وفروا لها السلاح والمعسكرات والامكانيات المالية الضخمة لذلك اتجه كرتي إلى ملعب جديد، فقد دوره ونكهته وهو التيار الإسلامي العريض كتعويض لفشل التماسات مع العسكر وآلية من آليات لضرب تيار إبراهيم محمود/ نافع علي نافع.
حتى لو استطاع تيار كرتي المقيم بين تركيا وقطر حسم الصراع في هذه الشورى تبقى الحقيقة ان ازمة القيادة في الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني “المنحل” ستطول وستكون من اهم عوامل الفناء ما لم تستطيع الحركة والتنظيم الإجماع على قيادة مثل حسن الترابي الذي كان يعلم ان تنظيمه يمثل أقلية في السودان لكنه استطاع خلق تحالفات ذكية مع مكونات المجتمع السوداني جعلت منه الثالث في البرلمان ورقماً صعباً في الحياة السياسية.
ويبقى السؤال هل يوجد مثل الترابي في الحركة الإسلامية وأحزابها ؟
وهل يستطيع المؤتمر الوطني بعد تجربة الثلاثين عاماً التي خاصم فيها اغلب مكونات المجتمع ان يعقد تحالفات ذكية فيه؟
وهل يستطيع كرتي ان تأمن جانب البرهان الذي وقع في جدة طواعيتاً على اتفاق نص على اعادة قيادات الوطني للسجون ؟