الاثنين: 2024/12/02
بورتسودان – سودان اليوم
أظهر الهجوم الذي شنه مفتي الحركة الإسلامية عبدالحي يوسف على قائد الجيش السوداني المختطف الفريق أول عبدالفتاح البرهان، تصدعا في العلاقة بين قيادة المؤسسة العسكرية والإسلاميين، وأن هناك أزمة ثقة متفاقمة بين الجانبين.
وكشف هجوم عبدالحي أن الحركة الإسلامية المتطرفة تنظر إلى الجيش على أنه مجرد أداة للعودة إلى السلطة مجددا، وسط ترجيحات بأن يزداد الشرخ بين الطرفين في ظل الطموحات السلطوية التي تسكن كليهما.
تصدع في العلاقة مع الإسلاميين:
ورفض البرهان السبت التشكيك في الجيش، واعترض على نسب الإنجازات المزعومة التي يحققها في مواجهة قوات الدعم السريع لجهات أخرى. وبدا أن قائد الجيش يرد على القيادي الإسلامي الذي نسب الإنجازات الميدانية لمقاتلي الحركة الإسلامية.
حيث قال عبدالحي يوسف إن “الله ساق هذه الحرب من أجل أن يُعيد إلى الحركة الإسلامية ألقها وقوتها.” وأضاف أن الحركة الإسلامية دخلت بكل ثقلها وشبابها في هذه المعركة وقد استفادت من تجربة الجهاد في التسعينات.
الحركة لا تثق في البرهان:
وكان عبدالحي يوسف (المقيم في تركيا) قال إن الحركة الإسلامية لا تثق بالبرهان، فهو “ليس له دين، وليس شخصية محترمة، ولا يلتزم بالعهود والاتفاقيات”، وحمّله مسؤولية تمركز قوات الدعم السريع في مناطق إستراتيجية بالخرطوم والسماح بتمددها.
ومن الواضح أن حديث عبدالحي أثار حفيظة البرهان، الذي تابع حديثه “سمعنا أمس شخصا ضلاليا يتكلم، نقول له: كل إناء بما فيه ينضح.”، وحاولت الحركة الإسلامية التخفيف من وطأة التصريحات وما خلقته من ضجة عبر إصدار بيان تبرؤ من تصريحات عبدالحي يوسف.
الإسلاميين هم من أشعل الحرب:
وقال قيادي في حزب الأمة القومي، مصباح أحمد، إن حديث مفتي الحركة الإسلامية حول الجيش عموما والبرهان خصوصا، يؤكد أن الحركة الإسلامية لا ترى في الجيش سوى جناح عسكري يجب أن يأتمر بأمرها. وأشار إلى أن الحرب الحالية هي حربهم، التي أرادوا من خلالها إعادة الألق والبريق للحركة الإسلامية وإعادتها إلى الواجهة من جديد.
انقلاب 25 أكتوبر:
وأشار أحمد، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إلى أن البرهان ظل منذ عام 2019 ينفذ كل ما يطلبه الإسلاميون منه، بدءا من فض الاعتصام، ومرورا بانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الذي أطاح بحكومة الثورة، وإعادة تمكين الإسلاميين من مفاصل السلطة والدولة. وأضاف أنه استمر في السير معهم بتنفيذ خطة الحرب عبر الانقلاب على الاتفاق الإطاري، ثم التراجع عن الحلول السلمية، بنفض يديه من منابر التفاوض كافة وما تم الاتفاق عليه، سواء في جدة أو المنامة، والاستمرار في الحرب.
رأي الإسلاميين كافة بلا استثناء:
وقال إن ما صرح به عبدالحي يوسف يعبر عن رأي الإسلاميين كافة بلا استثناء، وإن بيان التبرؤ لا يعدو كونه محاولة لتخفيف الضجة الإعلامية التي رافقت التصريحات. وأكد أن الإسلاميين لا يريدون إعلان موقفهم الآن لأن الحرب لم تنته ولا تزال لديهم معارك قادمة. وأضاف أن حديث عبدالحي أكد ما ظل يصرح به حول من أشعل الحرب ومن المستفيد منها، ومن يسعى لاستغلالها لاستكمال مشروع السيطرة على البلاد ومواردها، وتحقيق حكم استبدادي جديد.