المؤتمر الذي عقد في العاصمة الكينية نيروبي والذى نظمته اكبر كتلة سياسية وعسكرية في السودان كان مؤتمرا ناجحا نجاحا باهرا
من حيث الإعداد والتنظيم حيث برع المنظمون في اختيار الزمان والمكان المناسبين كما أن المؤتمر يعد الأكبر من نوعه من حيث التنوع الكمي والكيفي إذ جمع بين اليمين واليسار في السودان كان حزب الأمة بكل شبابه وشيوخه وكل تاريخه النضالى وكان الاتحادي الديمقراطي حاضرا وسيد جلد وراس كانت الطرق الصوفية والادارة الأهلية. وكل مكونات المجتمع السوداني من سياسيين و اكاديميين واعلاميين وكل المهتمين بالشان السوداني
كانت القوة العسكرية او ما يعرف بحركات النضال المسلح وكان الدعم السريع الذي مزق سنوات من التيه والسير خلف الجلاد وتحرر من عقدة استخدام المراكز الذي ظل وعلى مدار سنوات طويلة يستخدم تلك القوات كأحد أدوات قهر يواجه بها حركات التحرر منذ أن كانت قوات المراحيل وقوات ام باغة لانسية لابطاقة الميت شهيد والحي مستفيد مرورا بحرس الحدود والجنجويد حتي وصل مرحلة التحرر عندما وقف قائده الفريق اول محمد حمدان دقلو الشهير (بحميدتي) في معسكر طيبة في أيام سطوة المخلوع عمر البشير وقال له لا …لن نقتل المعتصمين وفق فتوي تخرج من تحت لحية عبدالحي يوسف وان جاء بمذهب جديد.
هذا الموقف رجح كفة ثوار ديسمبر بعد أن انحازت إليهم اكبر كتلة عسكرية الأمر الذي عجل برحيل نظام الانقاذ. وهذه حقيقة لا يستطيع اي كائن أن ينكرها.
حتي أصبح الدعم السريع مكون أصيل من مكونات الثورة وشريكا في الوضع الدستوري الجديد عبر الوثيقة الدستورية ومازالت صورة حميدتي في أكثر مكان قدسية في ميدان الاعتصام شاخصة بتلك العبارات عندما كتب الثوار (حميدتي الضكران الخوف الكيزان) وعلقت الصورة في اعالى جمهورية النفق لم تكن تلك العبارة مستعارة من سوق امدفسو السياسي او أطراف سوق الانتهازية الطفيلية بل كانت نابعة عن قناعة الثوار بموقف الرجل النبيل ..تجاه التغيير.
مرت مياه كثيرة تحت جسر الثورة اصعبها فض الاعتصام الذي قامت به الدائرة الشريرة داخل الدولة القديمة المتحكمة في اجهزة الأمن والمخابرات التى نسجت المؤامرة باحكام حتي (تورط الدعم السريع ) وتنتغم منه بسبب موقفه الداعم إلى التغيير ليتم القضاء عليه ولتعود الدقون والفقر لتحكم باسم الدين زورا وبهتانا …كان المخطط محكم جدا وكاد أن ينطلى على الناس أجمعين بسبب ان من قام بالمؤامرة وفر كل ادوات التوثيق من زي وجنود وسيارات (ولهجات) كان التصوير بأحدث الكاميرات إذ لم تترك اي مساحة غير أن تقر بأن المجرم الحقيقي المسؤل عن هذه الجريمة هو الدعم السريع.
كان المخرج بارعا جدا وكأنه تتلمذ في زقاقات هوليود او قاعات بوليود او تدرب على يد أسامة أنور عكاشة؟
لكن القرآن الكريم حدثنا بأن لايحيق المكر السيئ الا باهله.
فشلت حدوته فض الاعتصام وتم تجاوزها بتشكيل حكومة حمدوك الاولى واسند امر فض الاعتصام إلى لجنة قانونية برئاسة نبيل أديب الذي ادخل اللجنة في جب عميق ولن يتوصل الي اي نتيجة
رغم ذلك ان الدائرة الشريرة لن تستسلم فأشعلت الحروب القبلية في كل أطراف البلاد تارة في شرق السودان تتوزع بين كسلا وبورتسودان بين النوبة والبني عامر تنسج الاستخبارات العسكرية ووحدة امن القبائل في جهاز الأمن والمخابرات فتنة اخري في النيل الازرق بين (الفلاتة والهمج) وقبل أن تنطفئ تشعلها في النيل الأبيض بين (الهوسا والنوبة) وقبل أن تخمد تشعلها في دارفور (بين الزرقة والعرب) وتارة بين (الفلاتة والتعايشة) واخري بين (العرب والمساليت) في الجنينة وحرب بين (السلامات والبني هلبة) واخري بين العرب والفور واخري بين الهبانية والسلامات والملاحظة الغريبة ان الدولة بكل أجهزتها الامنية تتفرج ولن تحرك ساكنا حيال هذه الحروب التى قتلت الالاف السودانيين فقط الدعم السريع هو من يتصدي لكل هذه المشاكل جف ريق حميدتي وهو يعمل (كاجوادي) في بورتسودان والجنينة ونيالا والارشيف مليئ بجولات الرجل من اجل اخماد نيران فتنة تشعلها أجهزة الدولة مع سبق الإصرار والترصد.
كان الهدف منها انهاك قوات الدعم السريع واخراجها من العاصمة وتهيئة لحظة الانغضاض. لكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين كل تلك الحيل باءت بالفشل وتبددت.
لكنهم استخدموا الخطة (ب) فاستغلوا المؤلفة قلوبهم أمثال ترك واردول ومناوي وجبريل وبعض القيادات الانتهازية من اجل إغلاق ميناء بورتسودان
واسقاط حكومة حمدوك عبر اكذوبة توسيع قاعدة الانتقال.
وللمرة الثانية تفشل
كل تلك المحطات والحيل من نسج وتخطيط مخابرات الحركة الاسلامية وامنها الشعبي الذي كان يدير المشهد بخبث ومكر محكم من اجل إعادة نظام فاسد فاشل ظل يتحكم علي المشهد السياسي السوداني لأكثر من سبعة عقود لكن ايضا فشلت المحاولة فلجاؤ للخيار الاخير وهو الحرب والتى صوروها بانها حرب الستة ساعات سيتم القضاء على الدعم السريع لكن ايضا فشلت..بحول الله
هذه السردية مهمة لتوصيف موقف الكتل العسكرية المكونة للميثاق التأسيسى الذي وقع في نيروبي
وهنا لابد أن نتحدث عن دور حركات الكفاح المسلح مثل حركة العدل والمساواة بقيادة د.سليمان صندل وحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة د.الهادي ادريس وحركة تجمع قوي التحرير بقيادة المناضل الطاهر ابوبكر حجر هؤلاء لهم القدح المعلى في تحطيم خطة الكيزان الرامية إلى أحداث فتنة قبلية وتسويق الأمر وكأنه حرب عرب دارفور ضد زرقة دارفور بعد أن انحازو إلى كتلة التأسيس بددو كل امال أجهزة امن الدولة المجرمة التى ظلت تلعب على وتر الصراع القبلي لتجد مسوق للتدخل تحت ذريعة حماية البلاد من الانزلاق.
لم يتوقف الأمر عند كتلة سلام جوبا عبر الجبهة الثورية بل ظهر مناضلين قداما لن يستطيع احد أن يزاود على نضالاتهم
أمثال احمد عبدالشافع توبا وابوالقاسم أمام الحاج وصلاح ابو السرة وكل تلك المحطات والحيل من نسج وتخطيط مخابرات الحركة الاسلامية وامنها الشعبي الذي كان يدير المشهد بخبث ومكر محكم من اجل إعادة نظام فاسد فاشل ظل يتحكم في المشهد السياسي السوداني لأكثر من سبعة عقود لكن ايضا فشلت المحاولة فلجاؤ للخيار الاخير وهو الحرب صوروها حرب الستة ساعات لكن ايضا فشلت..
هذه السردية مهمة لتوصيف موقف الكتل العسكرية المكونة لميثاق التأسيسى الذي وقع في نيروبي
وهنا لابد أن نتحدث عن دور حركات الكفاح المسلح مثل حركة العدل والمساواة بقيادة د.سليمان صندل وحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة د.الهادي ادريس وحركة تجمع قوي التحرير بقيادة المناضل الطاهر ابوبكر حجر هؤلاء لهم القدح المعلى في تحطيم خطة الكيزان الرامية إلى أحداث فتنة قبلية وتسويق الأمر وكأنه حرب عرب دارفور ضد زرقة دارفور بعد أن انحازو إلى كتلة التأسيس بددو كل امال أجهزة امن الدولة المجرمة التى ظلت تلعب على وتر الصراع القبلي لتجد مسوق للتدخل تحت ذريعة حماية البلاد من الانزلاق.
لم يتوقف الأمر عند كتلة سلام جوبا عبر الجبهة الثورية بل ظهر مناضلين قداما لن يستطيع احد أن يزاود على نضالاتهم وهم بمثلون رمانة النضال الدارفوري واحد مؤسسي الحركات المطلبية.
ظهورهم في قائمة شرف مؤتمر التأسيس رفقة جوزف توكا وعبدالرحيم دقلو وجبريل بلال وآدم عيسي حسابو وعلى مجوك و موسي امبيلو وكل رجالات الادارة الاهلية وشخصيات مثل محمد حسن التعايشي ود.نصر الدين عبدالباري ود.الوليد مادبو ود.حامد البشير والمك ابوشوتال والمهندس إبراهيم الميرغني والمهندس القوني دقلو ومبروك سليم مبروك والاستاذ اسامة سعيد والمبدع حاتم الياس ود.علاء الدين نقد اضاف بعدا جغرافيا وتنوع نادر لم تشهده الساحة السياسية منذ العام 1956 وهذا ما أقلق مضاجع دعاة الدولة القديمة وأصحاب الامتيازات التاريخية فلم بجدو غير أن يصمموا حملات اعلامية بتيمه لاغتيال سياسي ضد المناضل حاتم الياس وبعض الصحفيين لكنها فشلت.
أن توقيع الميثاق السياسي (تأسيس) في العاصمة الكينية نيروبي هو الميلاد الحقيقي لمارد افريقيا وعودة السودان إلى حضن اهله ميلاد سيطوي حقبة سوداء في تاريخ السودان ويؤسس لاستقلال جديد يبني على انقاض تلك الدولة سودان علماني ديمقراطي حر
وهنا تتوقف كل الكلمات بدخول المرعب القائد عبدالعزيز ادم الحلو الذي كان بمثابة القشة التى قصمت ظهر بعير دولة 56 دخل عبدالعزيز الحلو وقدم خطاب تاريخي ذكر فيه نضالات الشعوب السودانية منذ (انا انا ون) وحتي الرفيق حميدتي …قضى الحلو على كل امال المستهبلين والمتسلقين على ظهور الشعوب
عندما اكد توقيعه على ميثاق التأسيس الذي تضمن كل مطلوبات الحركة الشعبية التى ظلت تناضل أربعون عاما من اجل الدولة العلمانية ودولة العدالة والمواطنة والحقوق المتساوية واحترام خيارات الشعوب.
الميثاق السياسي استجاب لكل القضايا التى ظلت تشكل هاجس للسودانيين منذ التأسيس وتم تضمينها في الميثاق الذي وضع حياة الناس ورفاهيتهم وعيشهم الكريم في بلد يتساوي فيه الجميع وفق المواطنة.وليست الايدلوجية او الدين او العرق او الاطماع الجهوية او العنصرية
فهتف الجميع سودان جدبد يتقدم وسودان قديم يتحطم
كانت ملحمة التأسيس في العاصمة الكينية نيروبي تنذر بميلاد سودان جديد يستوعب كل التنوع دون تمييز او هيمنة.
لينتشل السودان من بؤرة التخلف والتطرف إلى رحاب الدول المتطورة.