محمد الربيع
———
علي قدرِ أهل العزمِ تأتي العزائمُ – وتأتي علي قدرِ الكرامِ المكارمُ
وتعظم في عين الصغيرِ صغارها – وتصغر في عين العظيمِ العظائمُ
،،،، أبو الطيّب المتنبيء ،،،،
“في البدء يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم تنتصر” ،،، المهاتما غاندي،،،
✍️التاريخ : يوم السبت الثلاثين من شهر أغسطس آب ٢٠٢٥، المكان : مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور – العاصمة الإدارية لحكومة السلام والوحدة “تأسيس” ، الحَدَث: مناسبة أداء اليمين الدستورية لرئيس الحكومة الجديدة الفريق محمد حمدان دقلو ونائبه القائد عبدالعزيز آدم الحلو وبقية أعضاء المجلس الرئاسي إيذاناً ببدء الإعلان رسمياً للحكومة لتبدأ مهامها بشكلٍ دستوري وسط فرحة عارمة وأجواء إحتفالية لكل شعوب الهامش “مدن، قري وبوادي” الذين عبّروا عن سعادتهم الغامرة برؤيتهم للحلم الذي أصبح حقيقة وهم يشاهدون ابناءهم يدقّون آخر مسمار في نعش دولة الأبارتايد الجلابي ودولة ٥٦ العنصرية البغيضة التي سادت وظلمَت ثم بادت وعلَت فتجبّرت ثم هوَت لا أسفاً عليها مشيّعاً باللعنات ودعوات المظلومين (يتامي، أرامل وثكالي) .
☀️إن شروق شمس التأسيس من غرب السودان عامة ومن مدينة نيالا خاصة تعتبر تتويجاً لعقود من النضال والكفاح لكل شعوب الهامش الذين تراكمت خبراتهم النضالية منذ فجر الأستقلال وهناك قائمة شرف طويلة سطّرت أسمائها في تاريخ المقاومة والكفاح بأحرفٍ من ذهب منها علي سبيل المثال “اللهيب الأحمر ثم سوني وآخرين حتي حركة تحرير السودان” في دارفور وكذلك في شرق السودان من مؤتمر البجا حتي الأسود الحرة وفي جنوب كردفان من أتحاد جبال النوبة حتي بالحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بالإضافة إلي حركات الأنانيا ١ و٢ حتي حركة الجيش الشعبي لتحرير السودان في جنوبنا الحبيب ،، وغيرها من المنظمات والجبهات التي كتبت صفحاتها في سُفُر النضال المقدّس وكان علي رأسها أسماء لامعة كانوا قناديلاً في الوعي وشموعاً في التنوير وآباءْ مؤسسون في رفض الظلم والقهر وتناوبوا علي تسليم الراية جيلاً بعد جيل حتي وصلنا إلي محطة حكومة السلام والوحدة “تأسيس” .
🔥منذ الإستقلال في فجر يناير ١٩٥٦ لم يكن السودان دولة حقيقية لها دستور دائم يحدد شكل الحكم والإدارة ولا عقد أجتماعي يحدد الهوية الوطنية وليس هنالك خطة أو حتي رغبة لإدارة التنوع وتقاسم السلطة والثروة بشكلٍ عادل، أنما هناك أقلية عرقية عنصرية أنانية بلا أفق سياسي او مشروع وطني إختطفت الوطن وإنفردت بالسلطة والثروة وأعتمدت علي سياسة الفتن القبلية بين المكونات وتطبيق سياسة فرّق تسد لنهب ثروات المنتجين وأفقار متعمد لتلك المجتمعات ولم تستطيع إحداث أيّ نهضة سياسية، إقتصادية، صناعية، علمية ولا حتي ثقافية وفرضت ثقافة آحادية وأبعدت الوطن من عمقه الأفريقي وأرتضت بدور التابع الذليل للدول العربية ومصر الذين لا يرون فيه أكثر من مجرد أمن غذائي ومائي ومخزن للعمالة الرخيصة في أسواق الخليج،
✍️إن أهم ما أنجزته التحالف في حكومة السلام والوحدة “تأسيس” هي:
العلمانية، كضامن للمساواة بين الشعوب السودانية .
العدالة التاريخية ، والحقوق فوق الدستورية كتصحيح لمسار الإستعلاء العرقي والجهوي.
اللا مركزية ، كبديل للهندسية القهرية للدولة.
تفكيك الجيش “الموروث”، بوصفه أداة هيمنة جهوية وتأسيس قوات وطنية جديدة تمثل الجميع.
فعندما تحكم علي ٨٠٪ من السكان بالإعدام الجماعي وتحرمهم من كل حقوقهم الدستورية والوثائق الثبوتية وتحرم ابناءهم من الإمتحانات وتبدّل حتي العملة وتحتكرها في رقعة جغرافية فيجب أن تكف عن الحديث عن الأنفصال ولا تتحدث عن ردّ فعل المظلومين.
وعلي أيتام الدولة القديمة ٥٦ التي هوت في قاعٍ سحيق لم يبقي لهم إلا البكاء علي حائط مبكاهم الزائل مصحوباً بلطم الخدود وشقّ الجيوب وأصدار بيانات الإدانة وكتابة قصائد الرثاء في (الفردوس المفقود) ،،،،،
قبل الختام :
المعلّم البرازيلي باولو فريري في كتابه تعليم المقهورين يقول: أن النخب المُستَلَبة “الفلاقنة” تعيد إنتاج النظام القمعي دون وعيٍ.
🖊️أغسطس آب ٣١
باريس – ميتروبوليتان